قرأت أمس في إحدى الصحف تصريحات «خريفية» لمعتمد بحري قال فيها إن الأمور تمام!! وإن خريف هذا العام لن يصادف كلمة «فشل» تماماً!! الذي يسمع مثل هذا الكلام سيغلق باب بيته وينوم كما نام المتنبيء «أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم». نحن نتمنى تماماً أن تنجح السلطات في اجتياز مونديال الخريف الذي يأتي كل عام ولا يفاجيء أحداً ونتمنى كذلك أن تتوفر الآليات والمعدات التي «تُعين» في إخراج الماء من البيوت والدفع بها للشوارع ثم للمجاري ثم للنيل والذي تذهب إليه للأسف هدراً!! فلا حصاد مياه ولا يحزنون!! كل هم المحليات والسلطات ينحصر في الدفع بمياه السيول والفيضانات بعيداً عنها وكل «النصر» و«الإنجاز» ينحصر في أداء هذه المهمة لا يوجد حتى الآن أي تخطيط إستراتيجي للاستفادة من مياه الأمطار والتي تفوق ثلاثة أضعاف حصة السودان من مياه النيل!!. نسمع بحصاد المياه في الورش وفي التصريحات «النارية» وفي «أضابير» الكتب والأوراق أما على أرض الواقع فلا شيء!! وحتى يتحقق ذلك الأمر فدعونا نتحدّث عن كيفية تلافي آثار الخريف ونعود لتصريحات معتمد بحري والذي نخشى أن نقول إنه «تسرع» في تصريحاته!! ولا نقول أكثر من ذلك فالأمطار التي حدثت الأسبوع الماضي أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه التصريحات في «واد» ومياه الأمطار في« واد» آخر يعاني من مشكلة حادة في تصريف المياه فأنا سأتحدث بما أراه أمامي كل يوم وأنا أحد سكان هذه المحلية ومن «رعايا» السيد المعتمد..! الحصيلة كالآتي : لا زالت المياه راكدة في الشوارع!! ولم نر هذه الآليات والمعدات التي تتحدث عنها!! أغلب المصارف كعادتها محتفظة بالماء الذي جاءها من السماء ولن تعطيه لأحد في الأرض سوى أشعة الشمس. والضفادع والناموس وبقية حشرات الأرض في طريقها «لموسم» الهجرة للسودان في الخريف الذي هو أنسب فصول السنة لهذه الكائنات للإقامة في هذا القطر المنكوب خريفياً كل عام. أما شوارع الأسفلت فحدّث ولا حرج!! أمس أحصيت أكثر من (10) حفر جديدة بشوارع الكدرو وشارع الزراعة شمبات فعن أي استعدادات لموسم الخريف يتحدث معتمد محلية بحري؟ لعله يتحدث عن بلدية استكهولم أو البندقية أو فينيسيا ولعله لا يتذكر تلك اللحظة أشهر منطقة في محليته في موسم الخريف إنها الدروشاب وما أدراك ما الدروشاب وشوارعها ومجاريها وناموسها في الخريف!