الكثيرون من عباد الله يشعرون بالإحباط من الأجواء العاصفة المشبعة بالغبار ، أنا واحد من الناس إعيش في قمة الحزن في مثل هكذا طقس وأجد نفسي تائها وضائعا ، خاصة إذا كانت الغبرة ممزوجة بلفحة من البرد اللئيم . مثل هذه الأجواء تسود هذه الأيام في منطقة الشرق الأوسط أو « الشرخ الاوسط» لا فرق وتتزامن مع القلاقل في الكثير من الدول العربية التي مازات تمسح جراحها من هوجة الثورات أو تلك التي ما زالت تعيش في مستنقع الدم للركب كما يحدث في سوريا . المهم يا جماعة الخير في مثل هذه الأجواء تتفشى الإنفلونزا ونزلات البرد اللعينة ، والمحظوظ من يجد نفسه خارج نطاق الزكمة الشتوية ، التي ربما تقلب حياة الإنسان بزاوية حادة ، قبل أيام كنت أحادث احد الأصدقاء في دبي ولم يكن كعادته ، شعرت ان صوته كأنه خارج من دهليز ، وإكتشفت في النهاية أنه مصاب بالإنفلونزا ، وسرعان ما قطعت المحادثة وصارحته عدييييل عن خوفي من إصابتي بالزكمة عبر الهاتف النقال ، وكانت صراحتي وسيلة للهروب من إحتمال الإصابة بالإنفلونزا خاصة وان صاحبكم العبد لله مثل «أبو لمس » سرعان ما يصاب بالعدوى حتى وإن كانت العطسه قادمة من سيبريا . على فكرة يقال أن أحد المواطنين في إستراليا دخل موسوعة جينس بإعتباره أكبر خواف من الزكمة ، والحكاية وما فيها أن الرجل غاب عن مكان عمله خلال سنتين أكثر من 250 مرة خوفا من إصابته بالإنفلونزا من زملائه في العمل . وعلى فكرة العالم يشهد سنويا من أربعة إلى خمسة من هجمات الإنفلونزا وغالبا ما تكون زكمة الصيف أصعب كثيرا من إنفلونزا الشتاء . وقد تمحورت الإنفلونزا خلال السنوات الماضية وتمخضت عن إنفلونزا الطيور ، إنفلونزا الخنازير ، وإنفلونزا الخيول وهذه الأخيرة كانت أخف وطأة من سابقتيها . أحد أصدقائي الساخرين يؤكد دوما أن تلون الإنفلونزا يشبه تماما تلون الحكام العرب فهم متلونون مثل الزكمة ، ولكن في تصوري أن هؤلاء يشببهون إنفلونزا الخنازير ، ويصبح هؤلاء التعاولة أكثر شراسة إذا كانت بطانتهم وشلتهم من النوع «اللي قلبكم يحبه» واللبيب بالإشارة يفهم بالمناسبة وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن وباء الإنفلونزا في العام 1957 م كان الأقسى من نوعه حينما ضرب العالم مثل التوسنامي وحصد ملايين الضحايا وظل هذا الفيروس يكتم على أنفاس العالم لعدة سنوات ، غير ان أسوأ موجة لوباء الإنفلونزا كانت في العام 1918 م حينما أودى المرض بحياة نحو 100 مليون نسمة حول العالم ، على فكرة أدعو جميع الخوافين من الإنفلونزا البحث عن كبسولة الوقاية من المرض . ولكن الاهم من هذا كله هل يمكن ان نجد كبسولة لحماية السودان من القلاقل الحلوة والمرة التي تشتعل في تضاريسه المصابة بالإنفلونزا ، يا الله متى تفارق تضاريسنا الإنفلونزا المستديمة ، ههههههه هآآآآآآه في المشمش .