بدأت وسائط الإعلام المسموعة والمقروءة والمشاهدة بتهيئة ذهن أهل السودان زماناً 8 فبراير 2012م ومكاناً الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، الحدث من الأشياء العظيمة «تدشين السلطة الاقليمية لأهل دارفور» ودائماً الأشياء الجميلة تستوقف الناس في كل زمان ومكان وبمقدار حظها من الرفعة والشموخ يكون حظها باقٍ، وتصفح الذاكرة بكل أبعادها لتعطي مضامين عامه تهم الجميع. السلطة الإقليمية لدارفور هي تعني سلام دارفور.. بناء دارفور تحت راية «سلام يعيش الناس آمال واماني» ويا ليت أيام الصفاء تعود. عام 2003م تاريخ فاصل بين عهد الصفاء والاخاء، والعشرة الجميلة تواصل مشوارها منذ عهد سلطنة الداجو والتنجر، ومملكة الفور صاحبة الصولجان والسلطنة الممتدة لسنين خلت بإشراقات وحكمة سلاطين الفور يسيوسون أمر الناس معاشهم وأمنهم ورعايتهم بما وهبه الله لتلك الربوع التي قوضها الإستعمار البغيض وهزم الشجاعة والبسالة والاقدام بتلك الأسلحة المدمرة، دارفور عهداً سرى بها الركبان علاقات انسانية وتصاهر بين القبائل دارفور «195» قبيلة وترابط بين شعوب القارة وصلاً بشمال افريقيا وافريقيا جنوب الصحراء وغرب افريقيا فتاريخ القبائل عميق الجذور.. ومتشعب.. وحساس، وتتميز دارفور بوجود رصيد ضخم من الثروة الحيوانية 26% من جملة ماشية السودان ويرجع لتنوع المناخ ووفرة المراعي، ثروة معدنية ضخمة «حديد، زنك، نيكل، ذهب، نحاس ورصاص» وإنتاج زراعي من الغلال والحبوب الزيتية والموالح ومخزون استراتيجي من المياه الجوفية. مع كل التقدير للظروف التي دفعت الحركات لحمل السلاح والاستنجاد بالاجنبي وتطورت المشكلة إلى أن تحولت إلى مشكلة دولية، دارفور شهدت حركات مطلبية أُعمِل فيها جانب العقل والحكمة إبتداءً بجبهة نهضة دارفور مروراً بانتفاضة يناير 1980م حينها ادير الأمر برجاحة عقل إنسان دارفور وقد نكون حققنا جزءاً مما هو مطروح في تلك الأيام بتولي ابن الاقليم حكم البلد لم يرفع السلاح في وجه السلطة فهماً منا بظروف دارفور وحفظاً لما هو متاح من بنيات أساسية لتنمية المنطقة واجب الحفاظ عليها ومزيد من مشروعات التنمية وما يؤلم النفس وفي القلب حسرة لأكثر من «32» عاماً لممارسات ابن الاقليم التي بذلت فيها الروح والدماء ولكن خاب فألنا، فارقنا حاكم الاقليم عند مفترق الطرق ولم نجد له حساً ولا ركزاً، ولم يركز معنا معايشةً لتلك الحقبة التاريخية وكان السفر بلا عودة، بعد تلك الملامح البطولية لأهل الفاشر ونيالا والجنينة وكتم ترك أهله وهم في عز الشوق لممارسة ابن الاقليم في إدارة دفة الدولة وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن! الشكر لدولة قطر لتحملها لأطول مفاوضات في التاريخ تحقيقاً لسلام دارفور، وكانت اتفاقية الدوحة والشكر لحكومة الإنقاذ اعترافاً بالمشكلة والسعي الجاد للتفاوض حلاً لأزمة طال زمانها، واتبعت المنهج السليم وسارت عليه وكان الميلاد اتفاقية الدوحة بمشاركة الحركات وأهل المصلحة الحقيقية ولهم جميعاً أسمى ايات الشكر والعرفان لهذا الاهداء الجميل النبيل لأهلنا بدارفور. اليوم السلطة الاقليمية تباشر المهام الجسام وعلى الجميع أن تكون همتهم الثريا بتولية أمر التنمية التي تفضي إلى تجاوز الأزمة في دارفور تحقيقاً لسلام مستدام وتنمية تعم الجميع، ونحمد الله لأهل الإنقاذ تلك البدايات في شأن تنمية إنسان دارفور ولكن قاتل الله الحرب والصراع، حيث لا أمن ولا أمان لتحقيق تطلعات أهل دارفور، فلا وجود لتنمية بلا أمن وسلام يعم المجتمع فالتنمية مفتاح السلام في دارفور فكفى قتلاً وتشرد وأن نعمل للزمن حساب، وما ذهب من وقت اريقت فيه الدماء وهدرت الموارد البشرية والمادية اضاع علينا الكثير وكنا في حوجة لتلك السويعات التي مضت والكل ينزف. بداية مباشرة مهام الحكم الراشد تاريخ لابد أن يتجاوز الناس حالة الإحتراب ويسود الأمن والأمان ارجاء دارفور الكبرى، ويقود إلى مدخل تنموي لإنسان دارفور والاغلبية الصامتة التي اكتوت بنيران الصراع، وحديثي للاخ رئيس السلطة الانتقالية ومجلس وزرائه شأنكم شأن من يتصدى للعمل العام وهموم الناس، تواجهون الحلو والمر والفشل والنجاح ولا شك عندي في أن روح التسامح والتعاون تسفر عن مستقبل زاهر، والذي ارجوه أن يكون تصميمكم قوياً على العمل المخلص في سبيل اعادة السلام والحياة لأهل دارفور ومصلحة العباد والبلاد فوق كل اعتبار، العمر يفنى وتبقى ذكراه.. الفينا مشهودة عارفين المكارم نحن بنقودة والحارة بنخوضها. نسأل الله لكم التوفيق والسداد