تحية من القلب إلى سعادة الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومرحباً به في وطنه السودان، وحللت أهلاً ونزلت سهلاً أيها الأخ العزيز، وإنها لمناسبة طيبة أن تكون ضيفاً عزيزاً في بلدكم السودان، وأن تكون بين أخوانك من رجال الشرطة السودانية، وهي لفتة تستحق عليها التقدير والإشادة على هذه الدعوة، ولا أقول إنها جاءت متأخرة ولكن بلاشك في توقيت جيد ومناسب، ورجل في قامة ومكانة الفريق ضاحي خلفان لابد أن يستفاد من خبراته الثرة، والتعرف عليه وجهاً لوجهه، وفتح قنوات للتعاون الواسع بين شرطة دبي والشرطة السودانية، وضاحي خلفان نجم من نجوم الشرطة العربية، وشخصية مشهود لها بالمواقف الشجاعة والمسؤولة، وكان وما زال له دور كبير في ترقية وتطوير شرطة دبي، وله بصماته الواضحة وفهمه المتقدم لدور الشرطة في الحياة كلها، والتاريخ يسجل له العديد والعديد من الإنجازات، منها: إدخال نظام مراقبة الدوريات عبر الأقمار الصناعية وإدخال نظام المرور الإلكتروني عام 1986م، واعتبر ذلك بمثابة أول استخدام للكمبيوتر في دوائر حكومة دبي التي كانت تتجه بقوة وسرعة نحو تعزيز دور الحكومة الالكترونية بتوجيهات من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم منذ بداية عقد الثمانينيات في القرن العشرين، وأنشأ ضاحي خلفان (غرفة العمليات الشرطية) التي تعتبر إحدى أفضل غرف العمليات الشرطية على المستوى العالمي، وإنشاء المختبر الجنائي، وإدخال نظام البصمة الوراثية (DNA) وإنشاء نظام البصمة الإلكترونية على مستوى الدولة.. وإنشاء أكاديمية شرطة دبي وإنشاء إدارة التخطيط والموارد البشرية، وإدارة أمن الهيئات والمنشآت، وإنشاء قسم الطب الشرعي وفرق الإنقاذ البري والبحري والجوي، ولعل من أميز ما حققه الفريق ضاحي ويُسجل له بكل فخر هو إنشاء أول إدارة لرعاية حقوق الإنسان عام 1995م، وقد اعتبرت سابقة انفردت بها شرطة دبي، وكل تلك الإنجازات قادت شرطة دبي لكي تكون المؤسسة الحكومية الأولى على مستوى حكومة دبي، حيث حازت على جائزة (أفضل دائرة في الأداء الحكومي المتميز) في أول مسابقة تجريها حكومة دبي1998م، كما نالت شرطة دبي 8 جوائز عام 1999م، و9 جوائز عام 2002م، و3 جوائز عام2003 من جوائز الأداء الحكومي المتميز لفئات مختلفة في تلك الأعوام، وعلى الصعيد الشخصي فقد حاز الفريق ضاحي خلفان العديد من الجوائز العالمية والإقليمية المحلية ومنها على سبيل المثال لا الحصر، في مارس 2002م نال جائزة الأممالمتحدة لأبرز شخصية عربية في مكافحة المخدرات، وجائزة أفضل شخصية تنفيذية إقليمية في الشرق الأوسط في عام 2004، ونوط الأمن الوطني من المملكة العربية السعودية. وميدالية الدفاع الاجتماعي من قبل صاحب السمو حاكم إمارة الشارقة.. وفي عام 1983 نال جائزة أفضل مدير إداري في القطاع العام على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وسام الخدمة المخلصة والخدمة الممتازة وشارة التفوق لعدة مرات، وللفريق ضاحي دوره في مجتمعه وله رسالته الاجتماعية وهي محل تقدير واحترام عند أبناء المجتمع على امتداد دولة الإمارات، ومع مسؤولياته الجسام كقائد شرطة، فهو عضو بارز في المجلس التنفيذي في حكومة دبي، شغل منصب رئيس اتحاد الإمارات لألعاب القوى سابقاً، وكان اهتمامه بهذه الرياضة ملحوظاً وبذل جهداً كبيراً لكي تتبوأ الإمارات مركزاً مرموقاً في مجال ألعاب القوى، كما أن شرطة دبي كانت سباقة في هذا المجال وهناك اهتمام كبير وما زال بألعاب القوى، وأذكر هنا العداء السوداني يوسف نرت كانت له صولات وجولات في شرطة دبي الذي كان أحد منسوبيها! وعلى المستوى الشخصي عرفت سعادة ضاحي خلفان في عام 1980وكنت وقتها مذيعاً بإذاعة الإمارات العربية المتحدة من أم القيوين، وكنت أعد وأقدم برنامجاً تحت عنوان (لقاء الأسبوع)، وبمساعدة من الأخ العزيز محمد الطيب النعمة، وكان وما زال يعمل في شرطة دبي وفي مجلتها العريقة المتجددة (مجلة شرطة دبي) تمكنت من الحصول على موعد مع سعادة ضاحي خلفان الذي كان قد عين حديثاً وقتها قائداً عاماً لشرطة دبي في عام 1980، وبالفعل قابلته وأجريت معه لقاء في مكتبه برئاسة شرطة في دبي، وتطرق الحوار إلى شخصيته وهواياته ولم اتطرق معه إلى عمله الشرطي من قريب أو بعيد، وبُعيد انتهاء الحوار قال لي معلقاً: لاحظت أنك لم تتطرق إلى عملي الشرطي أو الشرطة، وأضاف هذه أول مرة في حياتي أجري لقاءً لا أتحدث فيه عن الشرطة،! ويبدو أنه سُر من ذلك، فقلت له معقباً: إن هذا البرنامج هو للتعريف بالجانب الآخر من الشخصية، ولقد سعدت بذلك وسعدت بالتعرف على ضاحي خلفان وعرّفت المستمعين على الجوانب الأخرى من شخصيته التي لا يعرف الناس كثيراً عنها، فلقد انطبع في أذهان الناس أن ضابط الشرطة رجل متجهم صعب لا عمل له غير الشرطة، ولكن ضاحي مع سمته الرسمي وبذة الشرطة الأنيقة التي يتميز بها، فهو قلب عامر بحب الخير لكل الناس بلا استثناء، وهو رجل (حقاني) مع الحق ولا يحيد عنه، وبالمقابل فهو رحيم يحترم الناس ويجيد التعامل مع الآخرين، وظل بيته ومجلسه الخاص عامراً بالضيوف من كل الجنسيات ويقصده أصحاب الحاجات والراغبين في العمل بالشرطة، وللعلم فإن سعادة الفريق ضاحي خلفان من مواليد دبي في أكتوبر1951 وولد في منطقة الجميرا بدبي، وما زال يقيم بها، وهو متزوج من ابنة عمه ولديه خمسة من الأبناء (ثلاث بنات وولدان)، وبدأت علاقته مع الشرطة في وقت مبكر وقد ابتعث في دورة تدريبية إلى الأردن وتخرج في عام1970، وتضم شرطة دبي العديد من الجنسيات العربية وغيرها، ومن أكثر الجنسيات العربية العاملة فيها قبل سنوات الجنسية اليمنية وتليها الجنسية السودانية، وظل كثير من السودانيين في شرطة دبي يعملون في مواقع مختلفة ويحظون بكثير من التقدير والاحترام، وهم في موضع المسؤولية والجدية والالتزام الصارم بالعمل، وقد نال الفريق ضاحي شهرة عالمية عند عملية اغتيال ممدوح المبحوح في دبي بدولة الإمارات في عام2010، وقد اعترف الفريق ضاحي جهاراً بأن العملية من تنفيذ الموساد، وقد تعرض لكثير من الضغوط جراء ذلك. الحديث عن سعادة الفريق ضاحي خلفان لا ينقطع ولا تكفيه هذه السطور ولكن تلك تحية تليق بمقام ضيف البلاد والشرطة السودانية الفريق ضاحي خلفان تميم المهيري.