{ إذا كانت مدينة (دبي) العالمية المنفتحة على الجهات الأربع تجارياً وسياحياً، تعرف بدانة الدنيا – والدانة هي اللؤلؤة - لفرط جمالها وثرائها وروعتها وتنوعها الثقافي والإنساني واللغوي، وتشكل علامة فارقة في تاريخ نهضة الخليج العربي، فإن القائمين على تأمينها وحمايتها والحفاظ على استقرارها لا بد وأنهم رجالٌ من طرازٍ فريد يتمتعون بحسٍ أمني مختلف ويتميزون بذكاءٍ متقد يعينهم على دقة المراقبة والتحليل والتخطيط والتنفيذ. وهذا ما ينطبق تماماً على سعادة الفريق (ضاحي خلفان) القائد العام لشرطة (دبي) والذي يحل هذه الأيام ضيفاً كريماً على بلادنا استجابةً للدعوة الأخوية الصادقة التي قدمها له سعادة الفريق أول (هاشم عثمان الحسين) المدير العام لقوات الشرطة السودانية في إطار توطيد العلاقات وتبادل الخبرات وتفعيل البروتكولات الموقعة بين الجانبين والتنسيق في كل المجالات بهدف التطوير. { والفريق (ضاحي خلفان) – لمن لا يعرفه – يعد واحداً من قادة الشرطة العربية قاطبة، وهو عضو المجلس التنفيذي لحكومة دبي، وعضو مجلس الأوقاف والشئون الإسلامية، وهو الذي قام بإنشاء أول إدارة لحقوق الإنسان بالأمارة، إلى جانب همومه الرياضية كرئيس سابق لاتحاد الأمارات لألعاب القوى. ويحسب له إبان فترة توليه لقيادة العمل الشرطي بدبي منذ العام 1980 قيامه بإنشاء (غرفة العمليات الشرطية) التي تعتبر من أبرز غرف العمليات عالمياً، وإدخاله لنظام مراقبة الدوريات عبر الأقمار الصناعية، وإنشاء المختبر الجنائي، وإدخال نظام البصمة الوراثية(DNA) وإنشاء نظام البصمة الإلكترونية على مستوى الدولة، وتأسيس قسم الطب الشرعي، بالإضافة لذلك أدخل نظام المرور الإلكتروني عام 1986م وكان حينئذٍ يمثل أول استخدام للكمبيوتر في دوائر حكومة دبي. كما أدخل الكثير من الإصلاحات وكون فرق الإنقاذ البحري، والبري، والجوي. وقام بإنشاء أكاديمية شرطة دبي، وإنشاء إدارة التخطيط والموارد البشرية، وإدارة أمن الهيئات والمنشآت. { ونالت شرطة دبي تحت قيادته في العام 1998م جائزة (أفضل دائرة في الأداء الحكومي المتميز) في أول مسابقة تجريها حكومة دبي. كما نالت شرطة دبي 8 جوائز عام 1999م، و9 جوائز عام 2002م، و3 جوائز عام 2003، من جوائز الأداء الحكومي المتميز لفئات مختلفة في تلك الأعوام. وعلى الصعيد الشخصي نال سيادته العديد من الجوائز التي لا تحصى، منها على سبيل المثال جائزة أفضل شخصية تنفيذية إقليمية في الشرق الأوسط، ونوط الأمن الوطني من المملكة العربية السعودية، ووسامي الخدمة المخلصة والخدمة الممتازة من شرطة دبي ثلاث مرات على التوالي. وقد برز اسمه عالمياً في الفترة الأخيرة على خلفية مواقفه الحاسمة خلال التحقيقات التي قادها حول ملابسات اغتيال الفلسطيني (محمود المبحوح) في دبي والتي تلقى بسببها تهديداً صريحاً من (الموساد) يقول: "احم ظهرك إن كان بمقدورك أن تظل طليق اللسان".. وهو ما دفعه لمنع دخول الفلسطينيين إلى دولة الإمارات حتى لا تنتقل معركتهم مع إسرائيل إلى هناك، على حد قوله. { وها هو اليوم.. بكامل تميزه ونجاحاته وبطولاته وخبراته وتاريخه الطويل بين ظهراني الشرطة السودانية، مؤكداً على دورها الرائد عربياً وإقليمياً وتاريخها العريق، مبدياً استعدادهم التام لتعزيز العلاقات بين البلدين من خلال تبادل الرؤى والأفكار وحرصهم التام على الاطلاع على تجربة الشرطة السودانية في البحث الجنائي وعلوم الشرطة والقانون والأمن العام. { وقد أعرب الفريق أول (هاشم عثمان) بدوره عن سعادته بهذه الزيارة الكريمة وتقديره لاستجابة الفريق (ضاحي) لدعوتهم، مشيداً بتجربة شرطة (دبي) ومبيناً سعيهم في رئاسة الشرطة للاستفادة من التطور التقني للعمل الشرطي هناك بالقدر الذي يسهم بفاعلية في تحقيق الأمن ومحاربة الجريمة بكل أشكالها. ولا يسعنا إلا أن نرحب كثيراً بسعادة الفريق (ضاحي خلفان تميم) ونتمنى له وقتاً طيباً ومفيداً على أرض السودان بالقدر الذي يؤهلنا لكسب وده وإخائه الصادق، على أمل أن تسفر الزيارة عن الكثير من البشريات والشراكات والمشاريع القومية التي تعيد لنا بعض أحلامنا القديمة بوحدةٍ عربية فاعلة ونبيلة المقاصد. { تلويح: (دبي) دانة الدنيا.. وفي (الخرطومِ) نهواها وندعو الربّ يحميها.. ويحرسها.. ويرعاها.