ما معنى أن نصرف الأموال في تشيِّد القلاع الثقافية بجهد كبير ومقدر وبهمة ونشاط كبير، وبعد ذلك ننكسر وتغيب أم تُغيَب الخطط في تفعليها وتصبح معالم ثقافية مع غير هوية، فقط (يافطات) معلقة تعلن عن دور ومنتديات ثقافية ولكن بداخلها إجادة بل تميُّز في (تحنيط) الثقافة وتجاهل دورها الفعال في خدمة المجتمع، وخير مثال لذلك مركز أم درمان الثقافي القابع في مباني محليتها والذي افتتحه الشيخ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية قبل عدة أشهر، ويضم عدداً من القاعات والصالات الضخمة والفخمة واستبشرنا به خيراً بأن يكون أحد قلاع الاشعاع الثقافي في المدينة لموقعه المميز وامكانياته العالية، ولكن عن أي اشعاع نتحدث.! فطوال هذه الشهور من افتتاحه ظل (محنطاً) يزيِّن مباني المحلية بشكله الفخيم الملفت للأنظار، وعملياً حدث ولا حرج..! فلم ينعم الله حتَّى هذه اللحظة على السيد معتمد أم درمان وأركان حربه بإقامة أمسية واحدة في هذا المركز..! وفشلوا بدرجة مخيبة لآمال أهل المدينة في تفعيله رغم أن أم درمان هي بيت الإبداع ، ولكن من يخبر السيد المعتمد بأهمية دور هذا المركز في المدينة ، ويدرك المعنى الحقيقي لهذا الصرح العظيم.! فقد خاطبناه في وقت سابق ووضعنا له الرؤى السليمة في كيفية تفعيل هذا المركز والفائدة الكبيرة التي يجنيها جراء ذلك سياسية كانت أم اجتماعية أم ثقافية، ولكن السيد المعتمد تجاهل حديثنا وكأنه لم يسمع به ولم يعره أدنى اهتمام، فقد حدثنا يوم افتتاحه وبشرنا بثورة ثقافية في المدينة ولكن أي ثقافة.! حتى هذه اللحظة لم يحدث أي حراك ثقافي لا على المدى القريب أو البعيد وهذه خيبة أمل كبيرة جداً. السيد معتمد أم درمان نتمنى أن نطالع لك تصريحاً شجاعاً توضح خلاله خططك ورؤيتك لهذا المركز، فحرام أن يسكنه (العنكبوت)، ولن نمل من تكرار هذا الحديث، فأما أن تفعله بالصورة المثلى وتفخر به مدينتنا العزيزة أم درمان، أو تغلقه من غير رجعة وتأجره وتضيفه إلى محلات الحلوى بساحة المولد حتى يدر الأموال على خزائن المحلية، خاصة وأن السيد الإمام الصادق المهدي عازم على إغلاق ساحة المولد (حوش الخليفة) في العام القادم خاصة بعد الأحداث المؤسفة التي شهدها هذا العام، ونتمنى أن تفكر في الاقتراح الثاني ونحن في انتظارك. رسالة إلى الجنرال: هل أصبح الأستاذ حسن فضل المولى لا يتابع برامج قناته ويحسم الفوضى فيها..! أم أن تركيزه إتجه نحو ذهابه لإدارة التلفزيون القومي..! فقد خاطبناه من قبل لتدارك إذاعة (Bm.Fm) الصباحية التي وصلت مرحلة الاتصالات بها إلى إطلاق الكلمات الغرامية مثل (بحبك) يا المذيع الفلاني وغيرها من العبارات، ورشاقة عدد من المذيعين والمذيعات فيها مما يعكر اليوم بأكمله، وإذا لم يحرك الجنرال ساكناً فلن يدع لنا إلا الهجوم على هذه الإذاعة لوقف الاتصالات الغرامية والتطبيل للقناة، عزيزي الجنرال لا أعتقد بأن مثل هذه الأخطاء الشنيعة تفوت عليك لأنك تعلم جيداً بأننا في دولة إسلامية - ولكن النصيحة ليك يا الله الود (حسكا) عامل عمايل. البارودي آخر من يعلم: لفت نظري عند دخولي للمجلس الأعلى للثقافة والسياحة والإعلام بأركويت منظر غريب ومضحك لدرجة البكاء، فمازالت (اليافطة) القديمة معلقة و عليها (وزارة الثقافة ولاية الخرطوم) مع العلم بأن الاسم تم تعديله ونشر ذلك في جميع الوسائل الإعلامية وحتى خطابات وتغطيات الوزارة معنونة باسم المجلس الأعلى، فكيف يفوت ذلك على الدكتور البارودي أم أنه آخر من يعلم بتغيير الاسم.! ولا أعتقد ذلك.