أم درمان مدينة مفتوحة على الحب والبساطة، لونها ثقافة وشكلها ثقافة وتتكلم ثقافة، بيوت الطين القديمة فيها متاحف على الطبيعة وبيوت من ذهب فيها كان ميلاد أغنية الحقيبة عام 1923م في منزل التاجر بشير الشيخ عندما أضرب الطنابرة عن الغناء مع الفنان الحاج محمد أحمد سرور فغنى سرور منفرداً وفي رواية اخرى بمصاحبة الأمين برهان وكانت اول اغنية يغنيها سرور بهذا اللون الجديد هي الأغنية التي يقول مطلعها: ببكي وبنوح وبصيّح للشوفتن بتريّح وأم درمان هي رائدة الندوات الأدبية والثقافية ومصدر الثراء الاثني والثقافي ولم تكن أم درمان دعوة عشائرية في يوم من الأيام بل هي مصدر تمازج لكل قبائل السودان وهي ايضا مصدر التسامح الديني، ويجسد حي المسالمة في المدينة قصة هذا التسامح ويسكن فيه المسلمون والاقباط منذ عشرات السنين في تسامح فريد قصة تستحق أن نقدمها انموذجا يحتذى به للعالم بل ان بعض اغنيات الحقيبة كتبت في فتيات قبطيات مثل «لي في المسالمة غزال» وغيرها من الروائع.. مدينة مثل أم درمان بهذه المقومات الثقافية التي تؤهلها أن تحتل الصدارة في الثقافة.. غريب ان يظل النشاط الثقافي فيها مهملا ولا ينال حظه من اهتمام محلية ام درمان ومعتمدها الجديد الفريق محمد امام التهامي الذي استبشرنا به خيراً واذكر انني التقيت به في احتفال مهرجان افراح الاستقلال وطالبته بالاهتمام بالثقافة في أم درمان، وكان الاخ الوزير الدكتور البارودي قد قدمني للمعتمد باني ابن ام درمان وقلبي معلق بها وللامانة فقد احسن الاخ المعتمد الاستماع رغم ان كلامي كانت طبيعته نقدية عن الاهمال الذي تتعرض له ام درمان وهو كلام لا يسمعه المسؤولون في العادة خاصة عندما يكون اللقاء مباشراً ، فان الناس تتعود اختيار عبارات المجاملة بعناية تحسد عليها ،وتوقعت ان يستجيب الاخ المعتمد لنصائحنا الا انه حتى الآن لم يقم بفعل ثقافي يسر البال، ورغم افتتاح مجمع أم درمان الثقافي الانيق الا ان هذا المجمع ظل صامتاً وكأنه مصاب بارتجاج في المخ!! ورغم وجود مسرح الطابية والبوردين الا ان هذا المسرح ظلت الانشطة فيه باردة وجافة!! ارجو ان يفهم الاخ المعتمد ان انجاز مهمته في أم درمان على الوجه الامثل يبدأ من الثقافة، وارجو من المعتمد ان ينسق جهوده مع المجلس الاعلى للثقافة والاعلام والدكتور البارودي لانجاز العمل الثقافي في ام درمان بشكل يليق بتاريخ المدينة والصراعات التي اندلعت في مولد الرسول «صلى الله عليه وسلم» حلها ثقافي في اشاعة ثقافة السلام الاجتماعي والحوار الايجابي، ونظافة ام درمان حلها ثقافي، وسفلتة الطرق الحل ثقافي، الثقافة هي حلالة العقد وفي وجود وزير ثقافة مثل الاخ السموأل خلف الله وايمانه العميق بأهمية العمل الثقافي ،ووزير في ولاية الخرطوم بعزيمة الدكتور البارودي لتطوير العمل الثقافي في ولاية الخرطوم، لا أظن ان المعتمد عنده مشكلة فقط المطلوب منه ان ينسق الجهود مع وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة والاعلام والسياحة حتى نقدم أم درمان نموذجاً ثقافياً للعالم. [email protected]