الناس في شنو والمعارضة في شنو، قول ينطبق تماماً على حال المعارضة المسكينة والفقيرة من كل شيء، والتي لا تعرف ماذا تريد أو ماذا يجب أن تفعل، فتفاجيء الناس بعد قبولها لدعوة الملتقى التشاوري لرئيس الجمهورية حول ضمانات الاستفتاء، بالتراجع والمطالبة بالتأجيل والذي سرعان ما تتراجع عنه لتخرج علينا بشروط للمشاركة في مواقف تؤكد أن أشطر اختصاصي نفسي سيعجز عن معالجة حالتها المزمنة، والتي جعلت الأشياء عندها تختلط فلا تعرف حتى مخاطر الانفصال عليها!.. ولا يصلح العطار ما افسده دهرها. لا أدري لماذا أظن أن الفريق سلفا كير ميارديت قائد الحركة الشعبية، سيقلب الطاولة في نهاية الفترة الانتقالية على الانفصاليين؟.. ربما لأنه ليس كل الظن إثم، وربما لأن عقلانية سلفا كير عودتنا أن تنتصر دائماً في النهاية. المهم أن سلفا يجعلنا نتفاءل دون الحاجة الى دعم معارضة التعيس وخائب الرجاء. نعم أخي محمد حامد جمعة الكاتب الفطن، قد انتصرت أفريقيا على المحكمة الجنائية، ونجح البشير في إيقاظها من غفوة الهوان وأن أسمرا خرجت لاستقبال البشير عقب قرار الجنائية بالأزهار والورود، وأن أديس أبابا فضت مؤتمراً صحفياً لأوكامبو في فندق «شيراتون»، وجاءت لطمة تشاد القوية التي تلاها موقف الاتحاد الأفريقي القوي الذي تم أمس في غياب الرئيس البشير.. فشكراً البشير.. وشكراً أفريقيا. والقاريء يطالع هذا العمود قد أكون بإذن الله في مريدي بدعوة خاصة من وزارة الكهرباء والسدود لمرافقة نائبي الرئيس الفريق سلفا كير وطه لافتتاح سد مريدي الذي تم إنشاؤه بتمويل من وزارة المالية والاقتصاد الوطني بكلفة بلغت 5.011.550 دولاراً للمقاول، و100 ألف دولار للاستشاري، ولا تقتصر الزيارة التي تؤكد المساعي الجادة لجعل الوحدة جاذبة، على السد وحده، وإنما افتتاح ميناء منقلا النهري وبداية العمل في طريق جوبا منقلا بتمويل من صندوق دعم الوحدة، وقطعاً أن كل هذه المعطيات ممسكات للوحدة، فالسد الذي سيتم افتتاحه يخدم 20 ألف مواطن بإمدادهم بمياه الشرب النقية التي كانت تتطلب قطع مسافات طويلة من أجل الحصول عليها، والذي يقرأ دفاتر الإنجاز التي تجعل الوحدة مقنعة وتتجاوز بنا عبارة الجاذبية المستهلكة وغير الدقيقة، يصل الى أن الجنوب أولى بأن يخاف من الانفصال قبل الشمال، خاصة وأن أكثر من 250 مشروعاً كبيراً قد نفذتها الحكومة الاتحادية في الجنوب مؤخراً من دعم اتحادي لم تمد فيه يدها للأموال المخصصة للجنوب وفقاً للاتفاقية، الشيء الذي يجعلني متفائلاً بأن سلفا كير سينتصر للجنوب بانحيازه للوحدة وحسم أصحاب الأجندة الخاصة من الجنوبيين الذين يهتفون للانفصال بالنظر الى جيوبهم الخاصة لا الى مصالح المواطنين.