نحاول من فينة لأخرى القفز من «سياج» السياسة «الممل» والمرهق في بلد كالسودان يأكل السياسة ويتغذى عليها وهي عملية أقرب «للواكة» البقرة منها لشيء آخر. فالأخيرة تفعل شيئاً مفيداً ومغذياً!! أما هذه السياسة السودانية فأن الذين يأكلونها كأنهم يأكلون في بطونهم ناراً!! وهل هناك ناراً أحر من هذه النار التي تحيط بنا هذه الأيام ونراها تشتعل ويزداد لهيبها كل يوم ونخشى أن تحرق هذا الوطن و«يضيع «الجمل بما حمل»، ويجلس الناس يبكون ويتلاومون وساعتها لن ينفع الندم وكذلك الحسرة. نعم اليوم نريد أن نزوغ من السياسة وهي كالهم في القلب. أو هي القلب إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت إعتل هذا الجسم وضعف وأضطرب. ومع ذلك ساحاول اليوم الهروب ومعي القاريء الكريم لأحكي له قصتي مع المكالمة التي جاءتني عبر الأثير وعابرة للمحيطات من واشنطن - DC فقد كان معي على الخط زميل وصديق الدراسة لقمان أحمد مراسل ال (بي بي سي) الشهير من واشنطن وقبلها «العربية» وقبل كل ذلك تلفزيون السودان أنا ولقمان أولاد دفعة نحن نعتبرها دفعة مميزة في مسيرة الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية، والتي نسميها «دفعة 87» تاريخ تخرجنا فهي تشبه هلال «87» الذي لن يمحى من الذاكرة!! المكالمة أسعدتنا خصوصاً ونحن لم نلتق منذ أن فارقنا مقاعد الدراسة وتفرقت بنا السبل والدروب. ونقلت للقمان إعجابنا به كسوداني متميز نفخر به وهو يحتل مكاناً هو الأهم في «الميديا» العالمية وهو نتاج طبيعي لمثابرة واجتهاد وإخلاص عرف بهما ونحن بعد لم نغادر الجامعة. ولقمان يقول لي إنه يتابع هذه الزاوية وهذه الصحيفة التي وصفها بالنجاح قلت له نحن نعمل في ظروف صعبة وفي أحوال ومناخات مرهقة للحياة وللصحافة نفسها ولكننا ماذا نفعل؟ وتحدثنا في أمور البلد وأخبار الزملاء والزميلات ودارفور وما ادراك ما دارفور «الوجع المقيم». والآن بعد هذه الدردشة الجميلة مع «لقمان» وال (بي بي سي) هل استطعنا الانتقال قليلاً من مربع السياسة وساس يسوس!! لا أعرف على وجه التحديد ولكنني أعرف تماماً أن السياسة فشلت تماماً في إسعاد الناس في هذا البلد وكانت وبالاً عليهم ولم تكن بلسماً وشفاء لإنسان هذا البلد ذات يوم وتحية خاصة للقمان ولأبناء الدفعة 87 طلاب الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية.