قصدت بهذا السؤال أنه لا يحق لأحد أن يكفر أحداً، و أن أثير سؤالاً مهماً داخل كل منا.. هل يعني الإسلام فقط أن ننطق بالشهادتين وأن نقوم بأركان الإسلام من باب الرياء أو المظاهر.. هل نحن مسلمون «كلمةً» ولسنا مسلمين «تطبيقاً»؟.. وهذا ما نلاحظه كثيراً في ممارساتنا وسلوكنا في الحياة.. وفي أحاديثنا النبوية كثير من القيم التي تؤكد إسلامنا ومن ثم إيماننا وهو الدرجة الأرفع من خلال (الإيمان في القلب ويصدق بالعمل).. ما دفعني إلى هذا التساؤل هو ما نشاهده كل يوم.. وآخره مشهد الرقم الوطني وكيفية استخراجه ومع ملاحظة توجيه الرئيس شخصياً إلى التساهل والتعاون بخصوص هذا الأمر وتقديم المساعدة.. إلا أن هناك حواجز كثيرة ولا حد لها.. يقول الحديث الصحيح (رفقاً بالقوارير) (وخيركم خيركم لأهله).. وفي حديث عن النساء والاهتمام بهن (ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم)، وكثير من الأحاديث تدعو إلى إكرام «أخوات مهيرة».. وفي أعرافنا وتقاليدنا وإرثنا الحضاري والذي نعتز به كثيراً، والذي لا يغفل دور المرأة وهي شقيقة الرجل في الكفاح في الحياة لتكوين الأسرة وإن تباعدت السبل.. فهناك نتاج من هذه الشراكة «الأطفال» ولا ذنب لهم في سوء الاختيار أو الصبر على الحياة والمواصلة والاحتساب أو الانفصال وهو أبغض الحلال عند الله.. ü أول مشهد: أرملة صغيرة في السن لها طفلان من زوجها، الزوج توفي في حادث.. وترك وراءه المال وكان زينة له في الحياة ونقمة من بعده لأبنائه إذ وقعت الأرملة في وصاية الجد الذي أصبح يعاقب الزوجة بوفاة ابنه وهي لا تملك في ذلك شيئاً سوى إرادة الله.. أصبح الجد لا يتوانى في أن يحرم أحفاده، حتى حقهم في هويتهم بإعطاء رقم وطني..اتجهت الأم إلى كل من يساعدها في إيجاد حل لها ولابنائها.. ü وأخرى حكم القدر والمكتوب أن ينقطع التواصل بينها وبين زوجها ب(الطلاق) إلا أن الزوج والد الأطفال لم يتقبل أن ترفضه الأم- ولأسباب موضوعية جداً- فأصبح هو أيضاً يتحين الفرص كثيراً ليبرز ما يمكن إبرازه من صنوف وألوان التعذيب (والتمغيص) للزوجة.. والمؤسف أن مصب الصراع في الأبناء ورفض أيضاً إعطاء (جنسيته) لأبنائه وهي الورقة الوحيدة المعتمدة لدى الجهات لاستخراج رقم وطني أو جنسية الأبناء. ü وأخرى تحتاج لشهادة ميلاد لأبنائها ورفض كذلك الأب إعطاء شهادة الميلاد.. ü وآخر يقيم مع أهل زوجته ولصراع داخل سياسة الدولة يرفض حتى في أن يستيقظ من سباته ليشرح له الأمر و يتبرع الجد بالقيام بالخطوة هذه إنابة عنه واعتقاداً منه في المساهمة أوالتعاون مع الأسرة الصغيرة في إيجاد هوية لأبنائه.. إلا أن الأب وبعد أن نام يومه كله قرر أن يختلق مشكلة أخرى مع الجد وأمام الجمع الغفير في مشهد تشمئز منه النفوس، وعدم احترام للنفس ولا للجد الذي هو في مقام الوالد و«النسيب» الذي تعلمنا دوماً أنه «عين شمس»- وفي عمل قام به من أجل أحفاده- دون النظر إلى شيء آخر. ü وكثير من القصص والروايات والمشاهد تابعتها وعشتها في واحد من المراكز، وبالتأكيد هناك الكثير منها قد تكون بنفس الغرابة أو ربما أكثر بكثير.. ü أما آن الأوان أن نعطي المرأة حقها؟ ليس في البرلمان أو الانتخابات، بل الأهم حقها الإنساني الذي أعطاه لها ديننا الإسلامي الحنيف وشريعتنا السمحة وأعرافنا الجميلة.. أما آن الأوان أن تعدل القوانين الوضعية لتتوافق مع شريعتنا السمحة..؟! ومن هنا أقول وبالصوت العالي.. ياعمر.. نحن النساء مظلومات في حكمك.. فانصفنا..!!