أعتقد أنه لايوجد مثقف واحد أو مستنير إلا حنى رأسه تقديراً واكباراً لموقف السيد الامام الصادق المهدي حيال المرأة والمرأة السودانية خصوصاً بل المرأة كإنسان.. النساء شقائق الرجال-والمرأة المسلمة على وجه التحديد- لأنه وقع ويقع عليها من وجوه الظلم والافتراءات ما لايقبله عقل ولا دين، وتطاول لا في أمور دنياها فحسب، بل في أمور دينها، مما يجعل حياتها جحيماً لايطاق، وما يجعلها هي كإنسان كماً مهملاً وعورة يجب سترها كلها، حتى عيناها يتم حجبهما عن رؤية النور بمعناه المادي والمعنوي. الظلم الواقع على المرأة الحرة الشريفة، العاملة الفاعلة في المجتمع، المشاركة في السراء والضراء، ظلم مصطنع، هذه المرة وافد من خارج الحدود، بمفاهيم ظلامية غريبة عن مجتمعنا الشريف الضعيف المسلم، وبأفكار خشنة ومتخلفة، لا تعرف معاني المودة والرحمة، وتصادر منها العقل والإرادة، وتعاملها كقاصر في عقلها ودينها، في وقت اتاحت لها الشريعة الغراء المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات، وحملتها رسالة التكليف كإنسان كامل، ونفس مسلمة كاملة لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. لقد نشأنا في بيئة مسلمة نقية طاهرة، وسط أمهات نقيات طاهرات، وأخوات عطوفات كريمات، رضعنا من ألبانهن كل شريف وعفيف وجميل، لا يتسع المجال لشرح وتوصيف العلاقات والعلائق بين النساء والرجال، والأدوار التي قامت بها الأمهات والسيدات الفاضلات في رعايتنا، وبناء المجتمع المسلم العفيف، حتى فوجئنا بكثيرمن الأفكار الشوهاء المظلمة، التي وفدت من صحارى التخلف والانفلات، لتمسخ وتطمس عندنا كل أصيل وجميل، ولذلك فأنا أعتقد أنه على كل حملة الأقلام، وعلى كل الذين رعوا ديننا وعقائدنا منذ قرون، وعلى كل الأخيار الذين قادوا المجتمع على المحجة البيضاء، أن ينتبهوا للظلال الوافدة التي سوف تتحول الى ظلام بعد قليل إن لم نقف في وجهها صفاً واحداً دفاعاً عن موروثنا الإسلامي العريق، منذ أن دخل الاسلام السودان قبل أربعة عشر قرناً من الزمان. لقد أنصف كثير من علماء الاسلام المرأة، ووقف في صفها ودافع عن مصالحها كثير من المصلحين، وشهد العصر الحديث جهود الشيخ الامام محمد عبده، والشيخ رفاعة رافع الطهطاوي، والقاضي والكاتب المثقف قاسم أمين، والشيخ محمد الغزالي، وفي بلادنا جهود الآباء الذين اهتموا بتعليم المرأة الشيخ بابكر بدري- طيب الله ثراه- والشيخ اسماعيل المليك- والآن يسعد الوطن ويقدر الجهود الخيِّرة التي يقوم بها الامام الصادق المهدي لإنصاف المرأة على هدى وبصيرة، بأحكام الأصول من النور المبين، الشعاع الهادي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. أيها الإمام الحبيب أمهات السودان يدعين لك من قلوبهن «ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم»..