وما زلنا في خيمة الأحبة التي يعقد فيها مؤتمر الحركة الاسلامية.. وبالأمس أوردنا أحاديث مدوية وكأنها طلقات مدفع عنيد مناكف وشرس.. انطلق من تجاويف صدور من الذين ينتمون للحركة الاسلامية قلباً وقالباً.. بل أكاد اجزم أنهم من ركائز الاسلاميين بل من أعمدة الإخوان المسلمين.. وفوق ذلك أنهم وكلهم من «البدريين».. كل هؤلاء أعلنوا بالصوت الجهير إن الانقاذ لم تحكم بشرع الله منذ ميلادها وحتى الآن وهي تعيش عنفوان صباها.. أوردنا حديث السيد رئيس الجمهورية شخصياً.. ونقلنا «بالمسطرة» كلمات شيخنا يسن عمر الإمام وصورنا بالكربون تصريح الشيخ كرم الله عباس.. وقبل أن «يغاضبكم» واختتمنا تلك الاعترافات الجهيرة بحديث صديقنا واستاذنا سعد أحمد سعد.. أتينا بكل ذلك حتى ينفتح الباب واسعاً ومشرعاً لأمثالنا من العوام والحرافيش لندخل من ذات الباب.. حتى لا يقال إنها أحاديث حاقدين ومارقين وعلمانيين.. وشيوعيين.. ونسأل المخلصين منكم.. من عضويتكم التي حملت أشواقاً هائلة للحكم بالاسلام والالتزام بما أنزل الله.. نسألهم بحق السماء..هل الذي نعيش في ظلاله الآن هو حكم بشرع الله المطهر.. ونسأل هل زادت الانقاذ حرفاً واحداً عن ذاك الذي فعله «نميري» وهو يصدر قوانين سبتمبر.. وهل يمكن أن يختزل شرع الله والذي هو منهج حياة في جلد سكارى وتعزير زناة.. وسجن لصوص.. ونسأل ألم توافق الحكومة في كل مستوياتها تشريعية وتنفيذية على قروض ربوية تحت راية الضرورات تبيح المحظورات.. ونسألهم بحق الحق هل يمكن أن تعيش فئة حاكمة أو صانعة قرار متقلبة في كفوف الترف.. غارقة حتى الأذنين في بحار الثراء والفخامة والوسامة.. والغالبية العظمى من الرعية تسحقهم قسوة الحياة وضنك العيش.. نحن لا نفتري على الأحبة كذباً ولا نتنكب طرقات البهتان.. ولكن هل نظام اسلامي يمكن أن تكون من إفرازات تطبيقه تلك الدار الفضيحة «دار المايقوما».. ونسألهم هل عرف المجتمع السوداني المتكاتف المتراحم الذي يقدس الأسرة ويزود عن أعضاء العائلة هل عرف داراً للمسنين «يرمي» فيها الابناء بأجدادهم في دار للرعاية وكأنهم قطع من الأثاث المتهالك المهتريء.. ونسألهم لماذا ابداً الابتلاءات هي فقط للرعية وكأنها قدر محتوم لهم.. ولماذا كل القادة وأصحاب النفوذ في براء منها.. ونسألهم اذا كان «التمكين» ذنباً يستحق التوبة وقد اعترفت الحكومة به.. ولكن أليس من شروط التوبة وبعد الاقلاع عن الذنب والتأكيد على عدم العودة اليه ؟ ألا يجدر بالحكومة أن ترد المظالم تلك التي جرت دماء ضحاياها كالأنهار الصاخبة على تراب الوطن.. والله انا مشفق عليهم.. على الذين شحذوا السكاكين واقاموا مقصلة التمكين والتي كانت حبالها و «ترباسها» هي الصالح العام.. اسألهم بماذا تجيبون في ذاك اليوم الذي تطوى فيه الأرض بعد أن تصير الجبال كالعهن المنفوش.. بماذا تجيبون على اسئلة من مات كمداً وقهراً بعد أن وجد نفسه في الشارع العريض؟.. بماذا تجيبون آلاف النسوة الآئي طالبن بالطلاق عبر الصحف بعد أن «طفش» الذين انسدت أمامهم «قبل الله الأربعة» وانبهمت أمام عيونهم المسالك والدروب للحصول على لقمة لأطفال جاعوا وتشردوا وغادروا فصول الدراسة؟؟ وطوفان من الاسئلة.. وامطار من الحروف تئن من ثقلها الأوراق.. وختاماً نقول لكم.. اذا كان تطبيق شرع الله هو تلك الهتافات المنطلقة من الحناجر.. حكمنا شريعة.. واذا كانت هي أسماء صحابة أجلاء ومعارك اسلامية اسطورية حملتها الطرقات والشركات والمخابز والمدارس والمشافي.. اذا كانت هي الشريعة فقد طبقتم الشريعة.. ثم وداعاً