«الحلقة الأولى»في منتدى حزب المؤتمر الوطني الدوري الذي أقيم بالمركز العام تحدث الأخ/ د. أمين حسن عمر - وزير الدولة برئاسة الجمهورية حول الإصلاح الحزبي في السودان، وهاجم الأحزاب الطائفية بعنف ووصفها بأنها «شاخت» في الصعود لمراكز القيادة وتحدث عن مرض «الزهايمر» الذي يصيب «الشيوخ» في إشارة إلى أن زعماء الحزبية مصابين بهذا المرض لكبر سنهم، هذا وقد وصف الأخ/ أمين تدافع المذكرات الإصلاحية بأنها دليل على «الصحة» وسببها الانسداد التنظيمي، وذكر أن البلاد تعاني من مشاكل الطرح الفكري للأحزاب وانسداد الحوار فيما بينها. ونحن نتفق معه في بعض ما ذكره في الأحزاب الطائفية وخاصة الأمة والاتحادي وزعماءها، وهذه الأحزاب لافكرة لها وهي تعتمد على إرثها التاريخي، وبعد الصحوة الإسلامية التي انتظمت بلادنا والوعي الديني فإن معظم المواطنين اليوم لا يتعلقون بالولاء الطائفي والبعد التاريخي لقيادة الأحزاب، بل الشعب السودان اليوم يتعلق بما قدمته الأحزاب من مشروعات مفيدة غيرت نظام أسلوب الحياة، وقد أصبحت الأحزاب الطائفية التقليدية أكثر ضعفاً وهي لم تقدم شيئاً في الماضي.. وما الذي ستقدمه بعد ضعفها الطائفي.. هذا مما ذكره الأخ/ إبراهيم الياس، ونحن على ثقة بأن زعماء الطوائف لو حكموا هذه البلاد مائة سنة لما استطاعوا أن يقدموا جزءاً مما قدمته الإنقاذ وبخاصة في مجال البنى التحتية، وقد استغل زعماء الطوائف الحزبية شارع شريان الشمال والطرق القومية للسفر لحث المواطنين على التصويت لهم، ومن الطرائف أن إحدى النساء العجائز في إحدى الأقاليم سألت مريم الصادق المهدي بعد وصولها إلى قريتها «للدعاية الانتخابية» وسألتها «إن شاء الله ما تعبتي في الطريق يا بتي» فأجابتها وهي تبتسم «لا والله الحمد لله وصلنا في سويعات مرتاحين» فردَّت عليها المرأة «في زمن حكم حزبكم كنا بنصل من الخرطوم في ثلاثة أيام يا بتي» ومع هذا يرى زعماء الطوائف الحزبية أن هذه البلاد يجب ألا يحكمها إلا «أحد الرجلين من الطائفتين عظيم»، كما كان يرى المشركون أن هذا القرآن كان يجب أن يُنزَّل على أحد الرجلين من القريتين عظيم. وكيف لا تعاني الأحزاب الطائفية من مشاكل وهم يختارون من يجهل الفرق بين النيل الأزرق والنيل الأبيض، وبين شمال كردفان وجنوب كردفان ليكون مساعداً لرئيس الجمهورية في حكم البلاد، وليعلن لنا في برنامج حزبه «ايقاف الحرب في النيل الأبيض وشمال كردفان» وكل مؤهلاته أنه ينتمى إلى إحدى البيوت الطائفية؟ وصدق الأخ/ عبدالله رجب رحمه الله حين قال: إن الأحزاب الطائفية لا تقلُّ عن الاستعمار بشاعة.. وذلك من خلال استغلالها للإنسان السوداني، ومن أقواله رحمه الله «إنني لا أومن بقوامة رجل ولدته امرأة» رحم الله الأخ عبدالله رجب. أحزاب مثل هذه لا تصلح ولو اقمتم ملايين المؤتمرات لإصلاحها حتَّى يغيروا ما بأنفسهم، وشعبنا اليوم بحمد الله لن يعبد الله بما يراه زعماء الطوائف في «المنام» بل سيعبده بما بيَّنه «سيد الأنام» صلى الله عليه وسلم الذي بُعث ليري عباد الله كيف يعبد الله؟ ولكل هذه الأسباب التي ذكرتها وعلى الرغم من تعريفكم للانقلاب العسكري بأنه هو «الوصول إلى السلطة بطريقة غير قانونية» ولكننا أيدنا «انقلاب الإنقاذ غير القانوني» فإن كان الإنقاذيون خالفوا قانون البشر. فقد خالف زعماء الطوائف الحزبية الشريعة، ولأن الإنقاذ دعت حتَّى يكون الله وحده هو المعبود في أرض كما هو في سمائه، ونصرناها بأنفسنا وأقلامنا وألسنتنا. ولكن يبدو أن نظام الإنقاذ يريد أن يسير على نفس الطريق الذي يسير فيه زعماء الطوائف الحزبية. وعلى الأخ/أمين أن يدعو إلى إصلاح حزبه، والشعب السوداني كله يعلم أن هناك جماعة وصفت نفسها «بالإصلاحية» تقدمت بمذكرة للقائمين على أمر حزب المؤتمر الوطني داعين ومطالبين للإصلاح والحوار. ولكن الأخ/ أمين في مؤتمر أو منتدى «إصلاح الأحزاب السودانية» وعلى الرغم من وصفه للمذكرات «الإصلاحية» بأنها دليل «صحة» ووصفه لتلك المذكرات بأن أسبابها هي الانسداد التنظيمي وانسداد الحوار.. الخ، وتعريفه للإصلاح بأنه «البناء على الموجود» وأن من شروط الإصلاح «أن يتم من داخل المؤسسة» وذكر أن هناك جماعات لا تجد نفسها ولا تجد طريقاً سالكاً، جماعات ترى أنها «مُغيَّبة» من أن تكون لها دور، ذكر كل هذه العبارات «الرنانة» ولكنه لم يتعرض للمذكرة الإصلاحية التي تقدَّم بها البعض، ويرون أن تلك المذكرة يمكن أن تصلح من شأن الحزب. لم يتعرض الأخ/ أمين لتلك المذكرة. بل تحدث عن الأحزاب الطائفية التي تحتاج إلى إصلاح، على الرغم من أن أكثر من 99% من حضور المنتدى لا يختلفون معه في أن الأحزاب في حاجة إلى إصلاح، وترك الحديث عن حزبه الذي يمكن إصلاحه من «داخل المؤسسة» ولو لم يكن حزبه في حاجة إلى إصلاح لما تقدم البعض بتلك المذكرة التي رأوها يمكن أن تصلح الحزب. إن ما كنا نتوقعه أن الأخ/ أمين حسن عمر وهو يتحدث عن المذكرات الإصلاحية ويصفها بأنها ظاهرة «صحية» أن يطرح ما جاء في تلك المذكرة بوضوح وشفافية وبخاصة أن الشعب السوداني قد إطَّلع على المذكرة وعلم ما جاء فيها، مما يدل على أن «تجاهلها لا يفيد» ولكن الأخ/ أمين، وهو يتحدث عن «انسداد الحوار بين الأحزاب وداخلها. ومعاناتها من مشاكل الطرح الفكري» لم يتعرض وكأن الذين تقدموا بتلك المذكرة هم «ألف» شخص من المصابين بمرض «الزهامير»، وكل ما قاله «إن هناك ألف شخص تقدموا بمذكرة اسموها إصلاحية» قالها وهو «يضحك» ولم يزد على ذلك، ونصيحتي للأخوة/ الشيخ الترابي والأخ/ أمين حسن عمر.. إن كان هناك ما يضحك في ما سيقولونه أن يضحكوا في بيوتهم أو مكاتبهم قبل أن يلتقوا بمن سيخاطبونهم. لأنهم والله يضحكون في مواضع يمكن أن تكون «محزنة ومبكية» ولا أرى تجاهل الأخ أمين للمذكرة إلا هو «الانسداد التنظيمي وانسداد الحوار.. الخ» الذي ذكره.؟ هذا ما نراه، ونواصل إن شاء الله في ما جاء المنتدى.