بما ان قضية الاجازة ووجود الاطفال في المنازل طول اليوم وتزامن هذه الاجازة مع خوف الاسر من خروج الاطفال للشارع نقوم باعادة نشر مقال الأمس ونطرح الموضوع للنقاش.. «شارف العام الدراسي على الانتهاء أو كاد ينتهي، ولم يتبقَ له الكثير.. وبدأت الإجازة بخيرها وشرها.. وأظن أن هنالك مشاكل كثيرة تتخللها خاصة وأن غالبية الأسر التي يدرس ابناؤها في المدارس تعاني من مشكلة عدم وجود من يبقى مع هؤلاء الأبناء في النهار، ولأن معظم الأمهات عاملات.. وهذه مشكلة خلقتها الظروف التي خرقت الأسر الممتدة وغياب الحبوبة أو حبوبات زمان، أمَّا المشكلة الثانية والتي تعاني منها الأسر هي عدم قدرتها على التعامل مع هذا الجيل الصعب، والذي يكبت في المنزل ولا يفرغ طاقاته الجبارة باللعب مع أنداده في الشارع، وأصبح حبيس القنوات الفضائية وأبطال الديجيتال أو البلي استيشن، والمُتدبِّر للأمور يجد أن هذا الجيل يفتقد للترابط الاجتماعي في الأحياء أو اللعب مع أنداده لأن الأسرة وبعد سماعها لقضايا الاغتصاب أو حتى الخطف لا تأمن على ابنها.. وتحاول ابقاءه في المنزل، لكن تجربتها كما ذكرت آنفاً ضعيفة في التعامل معهم حيث أن الخبرات في هذه الناحية ضعيفة أو لا تذكر.. فالمدارس الخاصة التي انتشرت في انحاء ولاية الخرطوم وثقافتها التي وصلت حتى إلى ذوي الدخل المحدود جعلت تعامل هذا الجيل مع بعضهم ضعيفاً .. لأن التلاميذ في السابق كانوا يدرسون في مدرسة جغرافية واحدة.. يجتمعون عند الصباح في المدرسة.. والعصر في الدافوري أو ألعاب الأطفال الأخرى.. فيتعارفون ويكتسبون خبرات إضافية مع بعضهم البعض، وأظن أن للشارع مهمة لا تختلف كثيراً عن البيت والمدرسة.. لذا لا بد من البحث عن وسيلة تجمع هؤلاء الصغار في الحي، وعلى الأسر التي تسكن في مكان واحد أن تجتمع لتأمن لهم منطقة آمنة للعب فيها. ولقد خطرت لي فكرة اعتقد أنَّها ممكنة وهي اتخاذ أصحاب الدكاكين الموجودين في الأحياء طوال اليوم وسيلة لمراقبة الأطفال لأنهم يعلمون كل سكان الحي صغارهم وكبارهم، ويعلمون الغريب الذي يريد أن يلحق بهؤلاء الأطفال ضرراً وبإمكانه التدخل.. فهل تتفقوا معي..؟