عقارب الساعة تشير الى التاسعة من صباح يوم الأحد، مما يعني انتظام جميع التلاميذ والطلاب في صفوف الدراسة، ولكن في صورة كادت تقارب الدرجة الطبيعية ولم تعد من الشاذة وجود طلاب المدارس داخل مقاهي الانترنت والعاب الكمبيوتر أثناء دوام المدارس، والكل يطوي استفهاماته في داخله ويصمت، فهل هذا يرجع الى الاسر ام المدرسة ام مسؤولية صاحب المحل الذي لم يراع صغر سن الاطفال، وجعل كل اهتمامه في الكسب وجمع المال وان كان على حساب هؤلاء المتسربين من المدارس. يقول الطيب الخير صاحب احد محلات العاب الكمبيوتر: إن غالبية من يتررد على المحل هم طلاب المرحلة الثانوية والقليل جداً من تلاميذ الأساس، وكنت في بادئ الأمر امنع تماما التعامل مع الطلاب في فترة ما قبل انتهاء الدوام، ولكن وجدتهم يذهبون الي المحلات المجاورة التي لا يمانع اصحابها في وجود أي زبون حتي وان كان تلميذاً ويرتدي الزى المدرسي، ووقتها وجدت نفسي امام خيارين إما أن اكون انا الخاسر او ان افتح ابواب المحل لكل من يرغب، وهذا ما اجبرتني عليه ظروف المعيشة، ولكن قصرت ذلك على طلاب المرحلة الثانوية فقط. وداخل أحد الاحياء كان لنا حديث مع المواطنة خولة الحسن التي قالت: ان البلي استيشن داخل الحي اصبح الموقع الدائم للاولاد، فما ان ينتهي دوام المدرسة حتى تجد مجموعة من التلاميذ قد استوطنوا بداخله، الى درجة ان الكثير من الامهات أصبحن يقمن بقضاء احتياجات المنزل لوحدهن، ويضاف الى ذلك انهم ابتعدوا تماما عن الدراسة وبرامج المراجعة والاستذكار. ويرى حمد شيخ الدين ضرورة تدخل جهات ذات سلطات تنفيذية في تنظيم عمل العاب الكمبيوتر داخل الاحياء التي اصبحت في الفترة الاخيرة تفتتح قرب المدارس لتصيد الطلاب والتلاميذ، لذا اقترح اصدار قرار رسمي بإغلاق هذه المحال أثناء العام الدراسي او تعديل الزمن الذي يتم فيه فتح المحل الى الفترات المسائية فقط، بعد ان اصبحت ملاذاً آمناً للمتسربين من المدارس، حيث يتجمع الطلاب فيها حتى نهاية اليوم الدراسي ليعودوا مع زملائهم كمن داوم داخل المدرسة. ويضيف شيخ الدين أن هذه القضية في اعتقادي لا تقبل التجزئة ولا تتحمل التفكير الطويل في ظل ضياع مستقبل الأطفال، لذا يجب على الجهات المسؤولة اتخاذ رأي واضح لا يتحمل الاستثناءات. وفي ذات الاتجاه يضيف النور عبد الله معلم في مرحلة الاساس قائلاً: من المفترض وجود مراقبة على هذه المحلات وبالاخص أندية المشاهدة، لأن الطلاب يختلطون بمن هم اكبر منهم سناً، فيكتسبون منهم الكثير من العادات السيئة، من تدخين الشيشة والسجائر وتعاطي التمباك، لذا يجب أن تنشط الشرطة المجتمعية وتصدر المحليات قراراً يعمم عبر نشرات على الأندية ومحلات النت والبلي استيشن داخل الاحياء، بتبليغ الجهات المختصة عن كل من يفتح محله للطلاب. وترى ست البنات عمر ان لجنة الحي هي المسؤولة عن وجود وتحديد وتنظيم ومنع واغلاق محلات البلي استيشن التي اصبحت اكثر التصاقا بالمدارس، وكثيراً ما يوفر التلميذ مصارف «الفطور» كي يلعب بها في نهاية اليوم الدراسي، ووجود البلي استيشن مفتوحا اثناء اليوم الدراسي يشجع على التسرب من المدرسة. وفي اتجاه ثانٍ تضيف ست البنات قائلة إن الاسر كذلك مسؤولة عن وجود ابنها خارج المدرسة بعد ان انشغلوا عنه بالجري وراء الكسب المادي، ولا بد من المتابعة اللصيقة بالمدرسة وإن كانت من حين الى آخر، فهي تساعد الاسرة في مراقبة ابنها والتأكد من حضورة الدائم الى المدرسة، فاهمال الاسر يقود الى تسرب أبنائها. ولكن على ما يبدو فإن محلات العاب الكمبيوتر والانترنت قد اصبحت من اكثر الطرق المربحة تجارياً، حيث لاحظت «الصحافة» أن أي محل كان في السابق «بوتيك» أو محلاً لبيع الخضر واللحوم، تحول الى محل العاب، ولكن على ما يبدو فإن الالعاب اصبحت الاكثر ربحية من غيرها. الصحافة