اشتعلت اشواق الاصلاح (النبيل المستحيل)وتعاظمت امانى العودة الى الانموذج السودانى الذى عرفته الدنيا والمؤسسات الدولية وبلاد الاغتراب، هكذا تناولت الصحف الخدمة المدنية بعد خطاب السيد رئيس الجمهورية ليتمادى الجميع فى الامال بان يقترن القول بالعمل ليس لان توصيات سابقة منذ اول مؤتمر للاصلاح الادارى مازالت(حبرا على ورق) ولكن لان رئيس الجمهورية أطلق(مبادرة) للاصلاح ودستوريا(يجب) ان تنفذ . يجب. القرارات العليا دوافعها نبيلة لانها تاخذ شكل(الاستجابة) لاشواق جمهور كبير ظل ينتظر، ولذلك هى قرارات تحتاج لمن يلاحقها لتحظى بالتنفيذ شفاء لصدور من وقعت منهم موقع البشرى وقد طال الانتظار . لقاءات الرئيس تلاحقت فى مدى زمنى وجيز من مفاوضات النفط الى اللقاء التلفزيونى الى المناصير والخدمة المدنية وتدشين سلطة دارفور وتجلياتها التنموية والان مؤتمر التعليم الذى انتبه لاهمية التنفيذ فأنشأ الية للملاحقة. واستعصم لقاء السكة حديد بذات(التابلت)لضمان مرور القرارات العليا التى صدرت لاستعادة مجد هو مجد السكة الحديد الذى سارت به الركبان على ايام(إكسبريس حتفا) هل تذكرونه؟!. الاستعصام بآلية للمتابعة والتنفيذ يعنى أن (الادارة اولا)كما يقول خبراء العصر وهذا يعنى(من هنا نبدا) من خدمة مدنية لها اولوية بين اهتمامات الدولة. تابعت تحليلات صحفية متفائلة لحديث الرئيس فى ملتقى الخدمة المدنية حيث يرى البعض انه حديث غير منفصل عن جملة الامال المرتجاه(السلام، الوفاق، ردع الغلاء ، مواجهة الفساد، انصاف المظلومين) هناك اقرار بضرورة اطلاق مبادرة وطنية قابلة للتطبيق لصالح الكفاءة وبلورة ارادة سياسية نحو تفعيل القوانين وتصحيح الاخطاء المعترف بها وتنفيذ(وعد الرئيس بان الجهود ستنصب خلال المرحلة المقبلة نحو ترسيخ الحكم الراشد والاتقان فى العمل). هذا الاتجاه نفسه هو ما عولت عليه معالجات العصر فالعالم يتشبث بالادارة الراشدة والجودة والاتقان كاساس للتغيير والتطوير مستعينا بالتكنولوجيا. والمتامل فى اطروحات الادارة الحديثة التى تتزين بها قاعات التدريب الممتدة بين ابراج الخرطوم وماليزيا يجدها تدور جميعها حول الجودة الشاملة وادارة التغيير وهندسة الادارة(الهندرة) وجميعها يعول على (الكفاءة) . نعم الكفاءة عبر منظومة حسن الاختيار والتدريب كأساس لبناء شخصيات(كريزما) ثم الهيكل الرشيق والعلاقات الانسانية فى التعامل مع العاملين والجمهور.(الكفاءة)هى الاساس. كلمة(كفاءة) بسيطة ومفهومة ويعرفها عامة الناس من خلال(شخصية) موظف الدولة (الكريزما) الذى يرونه باعينهم من خلال قامته وسلوكه الادارى المنضبط والحاسم،يعجبون بانجازاته ويفرحون به كمفاجأة. يسعف الحال مثلما كان عهد الادارة فى السودان. تاريخيا احتضنت الادارة فى البلاد فكرة الكفاءة كاساس للتوظيف. إن اسناد المناصب للكفاءات هو الاصل(لدينا) وهو العصر(عالميا). المراجعة والمواكبة كلاهما مهم، بايهما اقتدينا اهتدينا، بلغة العصر والحاسوب او بلغة المراجعة لنعود ونسند الامر لاهله طريقان لا ثالث لهما. المهم فى الحالين توفر عنصر(الكفاءة) بفكرتها وقيمها فلا وقت ولا ضمان لاصلاح على سبيل التمنى. يدعم اتجاه الاخذ بالكفاءة كاساس لاصلاح ادارى حقيقى وجود مؤسسات ناجحة فعلا وكفاءات تضرب المثل وانجازات تسر الخاطر وتستفز شعور(عديمى الحيلة) . علينا بتشجيع التجارب الناجحة وتعميمها اين وجدت علها تسعف الحال فى مواجهة الفقر والتضخم والفساد والتسيب وتواضع البدائل وفنون التفاوض وغير ذلك مما يثير الحيرة ، الى متى؟!. فلنسال عن من طالهم النسيان من الكفاءات المشهود لها من باب رد الاعتبار واشاعة مناخ الثقة امامهم وامام غيرهم (الكفاءة) اليوم نغمة طروبة و(نعمة) من نعم الله على البشر ، قوامها منظومة من اعز قيمنا(الاتقان، العدل، الاحسان). انظر حولك، فى المستشفيات والحوادث والمحليات وكل مواقع خدمة الجمهور وكل المؤسسات الحيوية ، اى شىء يطمئن مثل ان تصادف كفاءة متجردة وضعت فى محلها تماما؟. مدار حديث المجالس التى شهدتها فى هذه الاثناء اخذ طابع حديث الصباح والمساء ، يتكرر ولكن بلا ملل او ياس الكل يقول إن الكفاءة هى الحل لكل المشاكل والازمات الادارية والسياسية والاقتصادية وفق منظومة ارتضاها العالم المتحضر وطبقها وتتمثل فى(الشخص المناسب فى المكان المناسب)ولكن البعض يضيف لعنصر الكفاءة عنصر(التجرد)وله سحره ولكن الكلمة الاولى تستبطن الثانية فالكفاءة تعنى التجرد ايضا. المنى قائم حول اصلاح حقيقى يتاسس على(الكفاءة والتجرد) فهما طريق الامان نحو غاية كبرى اسمها(إعمل ما تقول) كما يقول اهل الجودة ومعناها ان ننفذ ما نقرره ونخطط له. لقد جاء قرار النائب الاول لرئيس الجمهورية بانشاء(الية)لتنفيذ توصيات مؤتمر التعليم مساندة لتنفيذ كل القرارات المؤجلة. خدمة مدنية على اساس الكفاءة والتجرد هى الملاذ، وهى قضية القضايا معالجتها علاج لغيرها. ونتوقف عند هذا الحد فلا مجال للمزيد من(الكلام).