يقال أن الثورة تاكل بنيها ، هذا السيناريو حدث في الإنقلابات العسكرية في جميع دول العالم التالف التي إبتليت بالإنقلابات، والسودان واحدا من هذه الدول التي شهدت مثل هذه البانوراما الجميلة أقصد البانوراما المأساوية . وفي حراك الواقع فإن ثورات الربيع العربي بدأت في إلتهام بنيها ورموزها من قولة تيت ففي تونس بعد نجاح الثورة حدثت مفارقات ما انزل الله بها من سلطان كادت ان تسقط حجر الثورة . وفي حينه سرت شائعات أن القلاقل التي ظلت تشتعل في تونس بعد الثورة يقف خلفها أزلام المخلوع زين العابدين بن علي ، وفي مصر ما زالت النيران تشب بين الحين والآخر بعد نجاح الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع مبارك وبطانته ، ولا يعرف أحدا حتى الآن من يقف وراء القلاقل المصرية التي أحالتها من بلد آمن وجميل إلى بؤرة من الصراعات ومواقع البلطجية والذي منه . أما في ليبيا فبعد طاغية العصر معمر القذافي فإن نيران الفرقة إشتعلت بين ثوار الأمس وما خفي أعظم ، ونفس السيناريو حدث في اليمن إذ بدأت القاعدة تفرد عضلاتها بعد رحيل الرئيس اليمني السابق علي صالح ، وأقطع ضراعي إن لم يحدث هذا السيناريو في سوريا بعد أن يسقط بشار النعجة مش بشار الأسد ، ويذهب في ستين داهية . المهم السؤال الذي يفرض حضوره مثل شمس الصيف في صاحبتنا الخرطوم ما أسباب إشتعال النيران بعد نجاح الثورات في الوطن العربي وهل صحيح أن الشعوب العربية تعيش في سنة أولى ديمقراطية ولا يناسبها سوى آليات الحكم بالحديد والنار ؟ أم أن هناك إنتهازيون من الوزن الثقيل سرقوا الثورات العربية بعد نجاحها ؟ . إجابة هذا السؤال نجدها يا جماعة الخير في كتاب صدر قبل 90 عاما بعنوان « مذكرات عربجي » للممثل المصري خفيف الظل سليمان نجيب أيوه سليمان نجيب الذي تنبأ بأن الثورات العربية سرعان ما سيخطفها ناس الفارغة والطبول الجوفاء والعربجية وهذا ما يحدث الآن في المشهد العربي . إذ ان الثورات خطفها إنتهازيون وأشخاص ، يريدون إجهاض التضحيات التي قدمها الآلاف من الذين ضحوا بأرواحهم لتعم الديمقراطية الجميلة . بالمناسبة دعونا نسأل ونكركر من الضحك هل يمكن أن يشهد السودان جوقة من العربجية وأصحاب العضلات المفتولة فيما لو حدثت ثورة ربيع سوداني جميل ؟ طيب دعوني أقول بالمنطق ولا غيره ، صدقوني أنه في حالة حدوث ربيع سوداني على سن ورمح فإن الخلافات ستشتعل على سنجة عشرة ونص وتعال وبص ، وسنجعل العالم يتفرج على مسرحياتنا الجميلة في اللكم والضرب من تحت الحزام ، خاصة من أقطاب المعارضة ومن الهتيفة ومن الذين يتخذون من الدين مطية للوصول إلى أهدافهم ودقي يا مزيكا . أقول قولي هذا لأن السودان يشهد خلافات بين أبنائه منذ أن حصل على إستقلاله وحتى يومنا هذا ؟ خلافات يصنعها أصحاب العضلات المفتولة « وناس متين شافوه » وما أكثرهم في السودان المغلوب على أمره . ويا عربجية هيييييييييه .