هبلة .. ومسّكوها طبلة ، مقولة تنطبق على الكثير من مجريات الحياة في السودان لدرجة أن الإنسان لا يسعه سوى أن يلطم من هوجة الآلاف المؤلفة التي تفرد عضلاتها وهي منتشية وتمارس مشهد « الهبله الطويله وعويره اللي مسكوها طبله» . للأسف البعض يأخذ من سماحة الدين الإسلامي القشور ويبدأ في ممارسة دور الهبلة اللي مسكوها طبلة ، و أمثال هؤلاء نجدهم في جميع الدوائر الحكومية ، خاصة تلك التي تتعامل مع الجمهور ، وهذه الفئة الهبيلة ترفع عصا الرقيب إبن الذين في كافة المعاملات ظنا منهم أن الجعجعة والإمساك بالقشور هو سر النجاح . أسمعوني في بدايات عهد الإنقاذ ظهرت على الأفق السوداني سيناريوهات كثيرة لمثل هذه المشاهد اللعينة ، ومنها الجبايات التي أفرزتها عقول متحجرة ، وكانت هذه الجبايات وما زالت سوطا يجلد الغلابا أولاد الإيه ، فيما نجد منفذي قرارات الجبايات يمارسون أعمالهم وفقا لتوصيف عفا عليه الزمن ولا يتنازلون عنه قيد أنملة ، ولله في خلقه شؤون وحكي صاحبي الذي إكتوي بنيران ناس الهبله اللي مسكوها طبلة عن قصة رجل كان مفلوتا على الآخر وأكعب من حالاتي ، وبقدرة قادر مع عهد الإنقاذ إرتدى الرجل الألعوبان عباءة التدين ، وأطال لحيته على سن ورمح ، ومن سوء حظ سكان الحي الذي يقيم فيه هذا الرجل فإن صاحبنا الالعوبان القديم ، جرى إختياره ضمن لجنة جمع الجبايات والتلصص على أهل الحي ، وللأسف كان الرجل من أكثر المتعسفين ومثل شوكة الحوت أمام طموحات الناس ، وإنطبقت على الرجل حكاية الهبلة صاحبة الطبلة ، الله يخرب بيت سنين أيامك وأيام أصحابك . على فكرة قال صاحبي الساخر واللئيم جدا أنه بصدد الإنتهاء من إصدار بعنوان « هبلة .. ومسكوها طبلة» عن مشاهد الرجال البلهاء والنساء الغبيات من هذه النوعية ، ولأن صاحبكم العبد لله فضولي ، والفضول قتل القطة ، حاولت بشتى السبل الإطلاع على مسودة الإصدار اللئيم إياه ، وبعد محاولات كثيرة تشبه إلى الحد البعيد محاولات السودان لملمة جراحه المفتوحة على الآخر، سمح صاحبي اللئيم أن أطلع على هوامش بسيطة من الكتاب . في الفصل الأول من الإصدار وهو من الحجم المتوسط كتب صاحبي أن شريحة هبلة ومسكوها طبلة ، أشخاص ليس لهم توصيف ولا ينتمون إلى شريحة معينه أو إلى إلى مستوى تعليمي ، وإنما بينهم أصحاب الشهادات العليا ، العربجية ، المتسكعين ، الإنتهازيين وأصحاب العضلات والقتلة وبالمناسبة المرأة في هذا العهد الزاهر من زهر يزهر زهورا .. لها صولات وجولات في تنفيذ مسألة الهبلة اللي مسكوها الطبلة خاصة المتعلقات بقشور التدين . حتى في عالم المغنوتية والمغنواتيات تشتعل حكاية الهبله اللي مسكوها طبله ، وكذلك في نسخات البرامج المستوردة التي طغت على ما سواها ، ويا ما بكره نشوف هوايل وعمايل مقززة من ناس الهبلة اللي مسكوها طبلة ..