من المتوقع أن تلتئم بالعاصمة التركية استانبول جموع الوفود المشاركة في المؤتمر الدولي لدعم وتنمية الاقتصاد السوداني المزمع قيامه في الفترة من 23-24 مارس الحالي، في حين بروز اتجاه لتأجيل المؤتمر كما جاء في صحيفة الأحداث، حيث كشفت المصادر عن ربط التأجيل بالموقف الأمريكي المتشدد حيال المؤتمر ورهن المشاركة فيه بتحسن الأوضاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ونوهت المصادر إلى أن العلاقات المتوترة بين الخرطوم وواشنطن من شأنها أن تلقي بظلال سالبة على الجلسات المرتقبة، وأن تركيا ألمحت إلى أفضلية تأجيل المؤتمر. جاءت هذه التوقعات في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة عن اكتمال كافة الاستعدادات للمشاركة فيه بعد وضعها لكل الترتيبات اللازمة، وإعلانها عن التزامها التام في تنفيذ كل مخرجات المؤتمر، وهذا ما جاء على لسان وزيرة التعاون الدولي لدى مخاطبتها حوار المائدة المستديرة بحضور الوفود المشاركة في المؤتمر الاقتصادي بفندق السلام روتانا. وللوقوف على مدى هذه الارهاصات التي تحوم حول قيام المؤتمر، ومدى إمكانية الاستفادة منه في دعم وتنمية الاقتصاد السوداني كان لابد من أخذ رأي الخبراء الاقتصاديين، وفي هذا الإطار قال محمد أحمد دفع الله الخبير الاقتصادي: إن الضغوط الأمريكية على السودان لم تكن وليدة اليوم فهي موجودة منذ استيلاء الإنقاذ على الحكم في السودان، ورغم تلك الضغوط أحرز الاقتصاد السوداني هناك تقدماً واضحاً، وقال: إنني لا استغرب في أن تسعى أمريكا لإفشال المؤتمر ولكن إن العالم تغيَّر ويبدو في اضمحلال القطبية الواحدة، وهذا ما يظهر في الانتخابات الروسية وبروز الصين كقوة اقتصادية وسياسية لها التأثير الواضح على مجريات الأحداث العالمية، إضافة إلى بروز تركيا كقوة اقتصادية في أوروبا وهي دولة لها بُعدها الإقليمي والإسلامي والدولي وبقناعتي اتوقع نجاح المؤتمر لأن العالم تربطه لغة المصالح الاقتصادية، والسودان لديه الإمكانيات الكبيرة للاستفادة منها في هذا المجال. وأشار الخبير إلى أن مسألة إمكانية إسقاط الديون الخارجية على السودان غير واردة لأن الأزمة الاقتصادية ما هي إلا نتاج للسيطرة السياسية، ومسألة الديوان هي تكريس لسياسة التبعية ولذلك سيظل هذا الوضع قائماً ما لم تخرج أمريكا نفسها من هذه السياسات.