حزب الدجل العربي لتحرير العوانس لوسمحت وين بيت الزار؟! اهتز صاحب الدكّان لوقع سؤالي مثل جوّال عتيق حتى ارتجّت كرشه، ثم أسَالَ عليّ نظرة مدهونة بالظُنون وتحرّك بضجر حاشراً جسده بين باب الدكان والمنضدة التي يتوسطها الميزان، ليخرج من مأزقه بخسائر اعتاد عليها طالما تمسك بذيّاك الكرش الذي علق به مسمارٌ خبيث. خرج الرجل ساخطاً ومشيراً: شُفت الأهبل اللّي واقف هناك، سيبك منه، لف شمال واسأل من بيت الشيخ عتيق. قالها وهو يحاول جاهداً استدعاء الظلال القميئة المتعلقة برجل يبتغي شأناً في بيت زار من قاع ذاكرته المحشوة بالتخاريف. شكرت له صفاقته وظنه (الكعب)، وسرت بخطوات محسوبة كي لا أترجح، ولأخيِّبَنّ سهام عينيه الصدئتين. قبل أن أهمّ بالطرق على باب الزار، سبقتني سيدة نصف جميلة ودفعته لتدخل دونما طرق. قلت لها: لو سمحتِ عايز الشيخ عتيق. سرعان ما انتصب أمامي رجل خِلته للوهلة الأولى سيدة في حفل تنكري. يرتدي جلباباً بأكمام قصيرة، أو قل إن الجلباب كان يرتدي لحماً: «ساقط في الجغرافيا والتربية الإسلامية»! عرضت عليه تغطية حفلة الراقص (صحفياً) فلم يبدِ اعتراضاً غير أنه فرض عليّ إتاوة مالية دفعتها صاغراً، سحبني لغرفة منتن فمُها، خالية من أسنان الأثاث، ولا يوجد سوى مقعد خشبي لتلفزيون لم يكن موجوداً ساعتها. ربما احتل مقعده هو الآخر في حلقة الزار. شُباك الغرفة يشرف على صالة مفروشة ببساط أحمر، سرعان ما جلس الشيخ عتيق في صدارتها على يمين كُتلة بشرية لم أتبينها إن كانت ذكراً أم أنثى، فنصفها الأسفل يشي بجنس، والأعلى يعلن عن جنس آخر، ثمّ أمسك ب(طبلة كبيرة)، أخذ ينقر عليها عدة نقرات حتى ران الصمت على الجميع. تابع غداً. آخر الحكي [email protected]