أمي الحبيبة أهديك كلمات غاليات كدُرر.. مضيئات كالنجوم والقمر.. واعرفي أنه لو كان بيدي لأعطيتك ما تبقى لي من عمر.. وأقول لك إنني باسطة يدي بيضاء لك كما فعلت معي في الصغر.. أعذريني إذا أغضبتك يوماً.. وظهر عليَّ الضجر.. وأعلمي أن حبك يكفيني عن حب كل البشر.. ... وأرسل لك أجمل تهاني مع أجمل نسمات كل فجر.. وأزفُّ إليك نغمات تقول لك كل عام وأنتِ بألف خير. أمي الحبيبة: إنه لعيدك الذي يحتفل به العالم.. وأنا في نظري أن هذا اليوم الذي يحتفلون فيه بك بسيط جداً كي يحمل معناك الكبير.. أنت الصدر الحنون الذي نتكيء عليه حينما تضيق بنا الدنيا.. فنجد الأمان والاطمئنان عندك.. وأنت التي تسهرين الليل لراحتنا.. وأنت التي تقلقين لمرضنا أو تأخُّرنا.. وأتذكر دائماً قولتك الشهيرة عندما يتأخر فرد من الأسرة وتظهرين القلق.. تقولين لنا- حينما نستنكر قلقك هذا: «إنه قلب الأم».. أمي أنت الشمعة المضيئة في حياتنا.. أنت نعمة كبيرة أنعم الله به علينا.. أهنيء نفسي وكل من كانت أمه على قيد الحياة.. بتلك الدعوات الصالحات التي أسمعها منك عند كل صلاة... فأحس بأن أبواب السموات قد تفتحت لاستجابة هذه الدعوات.. فأنت الجنة تحت قدميك.. أحلفك بكل عزيز وغالٍ أن لا يغضب قلبك علينا يوماً مهما حصل منا.. فصدرك واسع ليتحمل كل ما يصدر منا. أمي الغالية: مهما أقول في حقك فلن يكفيك ما أكتب ولو كتبت ما تبقى لي من عمر.. ولو كتبت بحروف من ذهب أو من دمي لن يكفيك.. أنت من علمتينا أن نصبر على الحياة وأنت من علمتينا أن التفاؤل من أجمل الأشياء.. لك حبي وتقديري أمي مدى الحياة.. أُحيِّ كل الأمهات الجليلات وأقول لهن كل عام وأنتن بخير.. وأخص بالتهنئة أو أزيد عليها للأمهات اللائي فقدن أزواجهن وأصبحن «الأم والأب».. وأنا اعتبر أن كل واحدة منهن هي الأم المثالية التي يجب أن نقف جميعاً ونصفق لها وأن نمنحها جائزة التفوق في الحياة.. لأن من قامت بدور الأم العظيم ودور الأب الكبير يُعتبر هذا إنجازاً لها.. وهذه مسؤولية لا يعلم بها إلا الله وحده.. وأقول لكل من كانت أمه على قيد الحياة أن يجلس تحت قدميها ويكون تحت طوعها ولا يقول لها «أف» لأنه سيجد تحت قدميها هذه الجنة.. أمي ثم أمي ثم أمي إلى آخر يوم في عمري يا أغلى الحبايب. ولا يفوتني أن أحيِّ كل الآباء العظماء وأقول لهم أيضاً كل «سنة وإنتو طيبين».