من أطرف الحكاوي العلمية أن الذباب أعزكم الله ، حينما يجد نفسه وحيدا ومكسور القلب يلجأ إلى الكحول لينسي مأساته مع هجر الحبيب ، المهم أن مجموعة من العلماء في إحدى الجامعات الأمريكية أجروا دراسة علمية على سلوكيات الذباب فإكتشفوا أن ذكور الذباب حينما لا تجد الحظوة عند الإناث تلجأ إلى الطعام أو الشرب الممزوج بالكحول . سيناريو سلوك الذباب مكسور القلب تحدث كثيرا في عالم البشر ، بعض الذين يفشلون في الحب أما أن يحاولوا الإنتحار أو الغرق في الكحول والمخدرات ، وهناك الكثير من القصص المأساوية حول ضحايا الحب اللعين ، لكن من أكثر مآسي الحب دموية ، أن رجلا بريطانيا مسلما حرق غريمه في الحب ، والحكاية أن الرجل حينما إكتشف أن واحدا من معارفه إنتزع منه عشيقته ، باغته وصب عليه البنزين وحرقه عن بكرة أبيه وحكم على الجاني ب 25 سنة سجن يعني تأبيده . المهم يا جماعة الخير قصة الذباب الذي يلجأ إلى الكحول في حالات هجر الحبيب ذكرتني بقصة مأساوية لأحد معارفي إلتقيته صدفة بعد سنوات طويلة ، الصدفة وحدها جمعتني به ، الرجل كان يبدو مهموما وغير مرتب ، منذ الوهلة الأولى عرفت أن هناك عقبة ومأساة في حياته ، في البداية خفت ان أسأله وأفتح عليه المواجع ، لكنه أراحني من الحرج ، وبدأ يفضفض بمكنونات نفسه . قال الرجل وهو يزفر موجة من دخان سيجارته أن مأساته بسبب إمرأة نعم إمرأة بشحمها ولحمها ، وعندها تحكر صاحبكم العبد لله لمعرفة قصة المرأة التي قصفت بحياة رجل طول وعرض , المهم الحكاية وما فيها حسب رواية الرجل أنه بعد تخرجه في إحدى الكليات المرموقة سافر شرقا وغربا وأخيرا ، وجد نفسه في دولة خليجية ، وإستطاع خلال سنوات قليلة نسيان الشهلتة والجري في الحياة ، وإكتملت فرحته بأن إرتبط بزوجة لم يلتقيها من قبل وإنما كان زواجا تقليديا ، وانتقلت معه المرأة للعيش في الغربة ، ووهبهما الله البنات والبنين ، وبمرور السنوات أصبح الحب بينهما مشتعلا ، ولكن حسب قوله فإن الريح جرت من غير ما تشتهي نفسه ، وفهمت من الرجل أنه كان يحب زوجته فوق التصور ، لكن اللئيمة حسب قوله ، غدرت به ، وإستولت بدهاء الأنثى على تحويشة عمره وكل أملاكه في العاصفة القومية ، ورغم هذا السيناريو المأساوي فهمت من الرجل أنه ظل يكن الود للزوجة اللئيمة الغادرة ، غير أن ما قلب كيانه وحرق سنسفيل حياته أن المرأة بعد أن باعته ، حاولت أن تبعد عنه أبنائه فكان لها ما أرادت وبعدها أصبح حسب قوله مثل شجرة في مهب الريح . الرجل قال أنه بعد هذا السيناريو تعرض إلى هزة نفسية عارمة ، وإنقطع عن عمله وفكر في الإنتحار ، بعد أن ذهب شقاء عمره مع الريح . هذه القصة العبرة يجب أن تفتح مليون طاقة أمام المحبين وأهل الهوى وتكشف لهم أن أحد الطرفين خلال رحلة الحياة ربما يتغير ويقلب كيان الآخر ويحيل حياته إلى سلسلة من الإحباطات والمآسي المؤلمة . على فكرة في عالم السياسة فإن الأحباب والأصحاب ربما تعصف بهم المصالح وهذا السيناريو يترجمه الواقع المأساوي في السودان أحباب الأمس أعداء اليوم يلعن سنسفيل الحب .