يستعيد الرجل من فروع شجرة الذكرى الكثير من الحكايات ، قصص بعضها مضحك وأخرى ترسم في طاقة القلب جروح لئيمة ، جروح تشبه تماما الموعد المهجور ، هل جرب أحدكم الموعد المهجور ؟ ، ما علينا خلونا نمشي مع عقارب ساعة الوقت الضائع ، المهم يا جماعة الخير ، بنظرة خطافية إلى الفضاء الإلكتروني المستغرق في الضبابية والخوف والتعتيم نجد أن هذا الفضاء يزخر بالكثير من الحكايات والقصص المؤلمة ، قصص تتدفق عبر تضاريس الفيسبوك ومواقع التواصل الإجتماعي الأخري بالمناسبة صاحبكم الرجل يجد في أحيان كثيرة نفسه محاصرا في مواقع التواصل الإجتماعي بالكثير من الأسئلة وطلب المشورة والمساعدة ، ويروي له أشخاص عابرون سيناريوهات عن الخيانة والحب والعوارض الصحية ، أبطال هذه القصص ، فتيات ، ونساء ورجال ، هؤلاء يجدون في تضاريس الرجل الباهت والهارب من نفسه إلى نفسه ، مساحة خصبة ل» الحكي « والفضفضة حتى تنعس آخر نجمة في سرداب الليل ، يتذكر من هذه الحكايات قصة شجن ، نعم شجن ، طبعا المقصود هنا ليست أغنية عثمان حسين رحمه الله « لمتين يلازمك في هواك مر الشجن « وإنما إمرأة ناضجة ، مثل تفاحة ندية على طبق من النسيم ، إمرأة تدعى شجن ،سيدة حياتها وفقا لروايتها الموثقة مزيج من التناقضات ، فهي حزينة على طول الخط لكنها رغم ذلك ، مترفه ، تحب الحياة ، والسفر وتعشق أغاني ، طه سليمان ومحمود عبد العزيز . وعاصم البنا ، داهمته المرأة الشجن ذات مساء تعلو أنفاسه من الرهق ، حركت نبضه بقصة تصلح لتكون مسلسل تراجيدي ، قالت بعد أن أرتاحت له ، إنها واحدة من مخرجات كلية القانون في الجامعة العريقة ، وكانت تسعي لنيل درجة الماجستير في نفس التخصص ، لكنها وضعت كل طموحاتها الأكاديمية حينما طرق بابها رجل مترف ، شخصيتة قوية ومؤثرة في محيطه ، يرتدي عباءة الدين تماما مثل رجال كثيرون في السودان ، المهم أرتبطت شجن بالرجل وأثمرت العلاقة ثلاثة أبناء ، ولم تكن وفقا لروايتها تدري أن زوجها الوقور ، يمكن أن يرتكب حماقة الخيانة ، قالت أنه كان كثير السفر ، وخلال أسفاره كانت تمضى وقتها مع أسرتها وأولاها لأنها متحفظة في إقامة علاقات مع الجيران ، ورغم ذلك إستطاعت إحدى جارتها أن تخرجها من دائرة التحفظ ، وفي نهاية المطاف إكتشفت أن زوجها كان يسافر ليلتقي جارتها في الخارج وأن العلاقة الآثمة إستمرت خمس سنوات حسوما ، وبعدها وفقا لقولها هربت إلى نفسها ، وأصبحت تتوجس من جميع الناس ، تخاف حتى من القاء السلام على الجيران ،أنها الخيانة يا جماعة الخير وإذا كانت شجن بلعت إهانة الخيانة وأغلقت باب مشاعرها ، وكتمت الحزن في نفسها ، فإن أطرف قصص الخيانة حدثت في مصر حينما تجرأ رجل بشحمه ولحمه على نشر إعلان مدفوع في الصفحة الأولى في إحدى الصحف عن خيانة حبيبته ، إنه زمن الخيانة اللئيم .