حينما بدأت أرتال الجيش السوداني الانسحاب من أبيي وفي معيتها بعض القوات الأممية..كان هنالك عقيد في الجيش الشعبي يداعب زجاجة خمر دون أن يشرب منها..العقيد أدى مهمته بنجاح حينما أطلق رصاصة في اتجاه جيشنا المنسحب شمالاً.. تلك الرصاصة أدت مهمتها تماماً وأعادت المنطقة إلى الالتهاب. ذات السيناريو حدث حينما وقع الدكتور نافع علي نافع اتفاقه الأشهر الموسوم بالاتفاق الإطاري مع الحركة الشعبية.. نافع لم يخرج عن النص ولم يقطع اتصاله بالرئيس الذي كان في رحلة إلى الصين.. صحيح أن الاتفاق الإطاري وجد هجوماً ورفضاً من المكتب القيادي.. الذي حدث أن استفزازات على الأرض في جبهة جنوب كردفان جعلت الرئيس يمزق من مسجد النور ذاك الاتفاق إرباً إرباً. الطابور السادس الذي يستهدف السلام ليس صناعة جنوبية خالصة..لهم منبرهم ولنا منبرنا المتخصص في صناعة الحرب... مناهضو السلام تختلف دوافعهم وهدفهم واحد..انفصاليو جنوب السودان يعشقون الطيب مصطفى الذي ساعدهم في تحقيق غاياتهم..العنصريون في الشمال يبتسمون عندما يرفض متطرفو الجنوب أي بارقة أمل في التعاون بين شطري الوطن الذي كان واحداً قبل أقل من عام. نائب الرئيس السوداني الحاج آدم قبل أن يقرأ الاتفاق الأخير بتمعن وصفه بأنه مجرد إنشاء..الحاج آدم بدأ في وضع المتاريس أمام الاتفاق الإطاري.. ناشد آدم بحل القضايا الأمنية قبل الدخول في الاتفاق الإطاري.. ثم بشر الجنوبيين في الشمال أن التاسع من أبريل المقبل سيكون يومهم الأخير وبعدها سيكونون من «البدون»..الحاج العائد إلى بريق السلطة يريد أن يكون كاثوليكياً أكثر من البابا..مثل هذه المواقف المتطرفة تجعله يتناغم مع جناح في الحزب الحاكم معادٍ لأطروحات السلام..جناح يرى نيفاشا انبطاحاً واتفاق السلام الشامل تفريطاً ..أما مفاوضو الحكومة فهم مجرد موظفين لا يجيدون من عملهم إلا اللغة الإنجليزية. ليس الحاج آدم وحده من يدس المحافير.. نائب رئيس البرلمان هجو قسم السيد يؤكد أن اتفاق الحريات الأربعة سيعرض على البرلمان وإن وقعه رئيس الجمهورية.. قبل أن تصفقوا للنائب الشجاع أعيد لمسامعكم تصريحه يوم أعلن رئيس الجمهورية حالة الطوارىء وأقال والي النيل الأزرق وقتها مالك عقار.. قسم السيد أوضح حينها أن الطوارىء لاتحتاج إلى مصادقة البرلمان. الناطق باسم الجيش أعلن عن حشود عسكرية مدعومة من الجيش الشعبي تستهدف حدودنا الجنوبية..العقيد الصوارمي أكد أن مثل هذا الدعم يعني إلغاءاً عملياً لاتفاق النوايا الحسنة بين جوبا والخرطوم..ليس لنا إلا أن ندعم الجيش إن هاجمه عدو في البر والبحر والجو.. و من الواجب أن ندين أى اعتداء على الأرض السودانية. تطورات الأمس تعني نجاح الطابور السادس في إعاقة الاتفاق الإطاري..رغم أن صوت القصير لا يسمع..لكن في تقديري أن تحرص القيادة في جوبا والخرطوم على تجاوز مثل هذه المطبات الحرجة..الحرب يصنعها رجل واحد والسلام يحتاج لمجموعة من الشجعان لإبرامه.