قد يقفز إلى ذهن القارئ للعنوان أن الحركة الشعبية قد وفرت طائرة لكل عضو في وفد نائب رئيس الجمهورية، الذي غادر إلى الجنوب لافتتاح (سد مريدي)، بمنطق أن أصحاب الإنجاز يستحقون ذلك، مع يقيني أنهم لا يريدون شيئاً منه. فالطائرات المتوفرة على أرض المطار يمكن بعددها أن تقوم بذلك، إلا أن شيئاً من ذلك أو أقل منه لم يحدث ليتخلف كثير من أعضاء الوفد في جوبا، من بينهم أجهزة إعلام جاءت لتر صد الإنجاز الحدث الذي يعني إنهاء معاناة سنوات طويلة لأهل مريدي الذين ظلوا يعانون في الحصول يومياً على مياه الشرب النظيفة ... وعندما سألت في المطار عن سبب عدم تحريك طائرة إضافية لنقل بقية الوفد قال لي أحد العاملين بالمطار: (الطيارات ده كله بتاع وزراء واي وزير ماسك طيارتو)، فاندهشت وإن لم أتاكد من دقة الأمر من مصدر آخر، إلا أن تحكم الوزراء في الطائرات أو تملكها في الجنوب لافرق مؤشر رفاهية خطير يعيشها الحكام هناك، ولا تنزل حتى للمواطن. المهم أن رجل السلام الأستاذ: علي عثمان محمد طه أصر برغم رداءة الأجواء والطقس أن يذهب الى أهل مريدي وأن لا ينكص عهداً قطعه بإفتتاح (سد مريدي) وإكمال فرحة أهل المنطقة الذين كانوا ينتظرونه ليذهب إلى هناك والسماء ملبدة بالغيوم الممطرة يرافقه المهندس الوزير: أسامة عبد الله الذي منحته رئاسة الجمهورية نجمة الإنجاز، ثم جمعت له الكهرباء والسدود في وزارة واحدة وجعلته على رأسها في التشكيل الذي يعد قرار وزارته الجديدة القرار الأصوب، فهو الوزير الذي جاء للوزارة صاعداً على صحائف الإنجاز من خلال وحدة السدود، التي إختار لها الرجل كوادر منتقاة في كل جانب. فالشاب النشط عبد المنعم المنصوري الذي اتصل بي للمشاركة،دعاني عقب مقدمة شيّقة وجاذبة عن الزيارة التي شارك فيها بجانب الوزير أسامة د. تاج السر محجوب أمين عام الخطيط الاستراتيجي، الذي دعا للرئيس البشير في جلسة مجلس الوزراء وأمام كل الوزراء مؤخراً أن يحفظه اللَّه للدولة حفظاً لقدراته المهولة . عموماً إن الإنجاز كان يستحق احتفاء أكبر من حكومة الجنوب التي للأسف يعلو فيها صوت الانفصاليين، ليقول قائد سيارتنا الجنوبي الذي تجول بنا داخل جوبا(أن الانفصال كلام ناس فوق إلا نحن واحد ومافي طريقة نتفارق)، وهكذا الناس هناك تتعايش على عكس القلة التي تعلو أصواتها وتهرطق وتنعق وتسبح عكس التيار الجماهيري، وتحاول تهديد المواطنين لمنعهم من رغباتهم.. وفي فندق جنوب السودان قدمت له امرأة تدعى(أوشانجو يور) نفسها وقالت إنها تدير مطعم الفندق وأضافت (بأن الوحدة ضرورية جداً لتوفر كل ممسكاتها وأن الطرفين يجب أن يعملا لجعلها جاذبة)، أما مصورو القنوات الفضائية فقد وجدوا صعوبات في التقاط صور من داخل المدينة أو استطلاع الناس لأن عيون قلة الانفصاليين ترصد وتمنع وتهدد.