ü في منتصف الثمانينات كنا طلاباً في الجامعة نتدافع نحو أركان النقاش والمنتديات والليالي الشعرية تتحفنا الكلمة الجميلة والصادقة والمعبرة والقريبة من روح الشعب والناس!! الزمان أيام مايو والإرهاصات تحمل نذر تغيير قادم لا محالة!! كنا كما يقول الأصدقاء عبد الله الشيخ وفرح أم بدة نطارد الليالي الشعرية الساخنة كسخونة الأحداث تلك الأيام!! ü لا زلت أتذكر محمد الحسن سالم حميد وهو يخطو بثقة نحو عالم الريادة في الشعر الثوري المصادم والمعبر عن آلام الناس ومعاناتهم في قالب قصصي بديع يشبه أهل السودان وإبداعهم.. كنا نتسابق نحو المنتديات التي يؤمها حميد بوجهه «الأسمر» وملامح الأرض والإنسان السوداني البسيط.. كنا ننفعل ونصفق ونغني للثورة والحرية.. ومرت الأيام وحملتنا الأجنحة نحو المنافي والغربة والليالي الباردة الحزينة.. أذكر في ذلك اليوم كم من رعشة قد سرت في الأوصال وأنا أسمع صديق أحمد يغني لحميد يا بلدي يا فردة جناحي لما الناس تطير لعالمها.. الغربة حالة إنسانية تهب الإنسان الضعف والبكاء وتجعله أسير المفردة الواحة في ذلك الزمهرير وتلك الصحراء!! زادنا في الغربة هذا الإبداع وذاك الشجن الأليم!! ü أمس بكى الناس وتعانقوا وهم يودعون شاعر الغلابة والناس المساكين. في تلك اللحظات تذكرت تلك الليلة الشعرية والتي أظنها في الأحفاد بأم درمان وحميد يشدو براشد والتومات.. بكيت كما بكت الجموع أمس وأنا أسير كداري في طريقي للدروشاب والزمان صعب والمواصلات معدومة والحالة بائسة ورددت معه آنذاك.. ست الدار بت احمد تكتب *** ليك يا الزين ود حامد شوقنا أما بعد. المبعوتة المنك وصلت *** ورح فكيت الطلب الفوقنا باقي الدين يا الزين خلصتو **قدر الباقي مصروف راشد والتومات والجايات من جاي لاجاي *** زي ما قت لك قبال دا شهر اتنين حنطهر راشد *** شهر اتنين المدرسة تجز الله يبعد العارضة تجينا *** راشد حالف ما يطهر الا ابوه وعمتو تحضر *** والا يحيبو الغنايين عشان الشوق بت سرنا ترقص *** قتلو نجيب المداحين طنطن انا جاي من الحج *** وعارف راشد لما يطنطن كل الدنيا الفوقي تطنطن *** غايتو بشر ... بس ربو يهون ما كلمتك بالتومات *** أول البارح جني يرطنن قالن نحن الخواجات *** بسم الله .... مرق حصلت لقيت لك جعفر زارد البيت بالخواجات ***يبقى حداشر وخواجية ناس البلد الكسرو عليهن *** صدوا يقلبو في ايديهن عدمانين من أسم حكيم *** واللا خبيراً بالمشروع علماء آثار .... فضلت فيها آثار *** ما خموها الجونا قبلكم ... شن خلولنا بلا حجار الله يصرف الخواجات *** بينات جعفر والمحجوب ... والمحجوب والخواجات طقت حجي ... العمدة طفاها *** باقي الناس الجات للفرجي ... قنبو قيلو شبعو لحوم ... والخواجة يصور ساكت سته خرفن وتيس ما كفن *** سته خرفن في فد يوم المعدوم أشكال والوان *** أي خدار في اليوم داك في كملن رف كمين دكان *** أول كفو الخواجات بعدو العمدة وصمد الساقية *** ناس المجلس والمشروع بعدو الطلبة وباقي الناس *** حتى الشفع والحروم سته خرفن وتيس إنصفن *** سته خرفن في فد يوم جات من صالح بت كلتوم *** تسكت تخبز طول اليوم لامن حرقت الدولاب *** قنبت المسكينة تدعي الله يصرف الخواجات { رحم الله حميد و غفر له ذنبوبه و إنا لله و إنا إليه راجعون