كلنا يعلم أن نسبة العطالة في السودان كبيرة جداً، فسنوياً تتخرج من الجامعات أفواج كبيرة من الخريجين ولا يجدون عملاً، حيث أصبح عدد الجامعات أكثر من عدد الوظائف المطروحة.. وهذه أكبر مشكلة تواجه بلادنا الآن.. والكثيرون تكلموا وناقشوا هذه المسألة، وطرحوا لها الحلول، ولكن لا جديد حتى الآن!!.. وحسب علمي أن آخر إحصائية في هذا العام للخريجين العاطلين تفوق ال«80%»، وأن القطاع العام دفع بحوالي «2000» وظيفة أو ما يزيد قليلاً، خلال الفتره الماضيه.. ولكن عجب العجاب.. مازالت العطالة لا تبارح مكانها فأين ذهبت هذه الوظائف ولمن.. والقطاع الخاص معروف أن وظائفه محصورة على فئة معينة «الماعندو ضهر ينضرب على بطنه»، يعني الما عندو واسطه يقع البحر.. كل الطلاب ينتظرون «خلال سنوات الدراسة» وهم في تشوق لبدء رحلة العمل.. ولكن عندما يتخرج الطالب يجد نفسه «لا ايده لا كراعه» اشتغل في هيئة «العطالة والتشرد»، ويصطدم بالواقع المرير الذي يعيشه السودانيون منذ سنوات طويلة.. لا يجد الخريج حلاً له سوى «الضُّل والتسكع» في الشوارع ... تدمير معنوي ونفسي للشباب وهم أبناء اليوم ورجال المستقبل.. وهناك أسباب كثيرة وراء زيادة «العطالة» يوم بعد يوم.. فعدد الجامعات كل يوم في زيادة مطردة.. والذي لا يستطيع أن يدرس في الجامعات الحكومية، فهناك الجامعات الخاصة التي «تقبض» ما يتحصل عليه «الآباء» باليمين لتأخذه هي بالشمال.. يدفعون مبالغ طائلة لتدريس أبنائهم وكان الأولى بهم أن يدخروا هذه المبالغ لأبنائهم، ليعملوا بها مشاريع تكفيهم شر «العطالة».. و«الزاد وغطى» استجلاب العمالة الأجنبية من الهنود والأثيوبيين وعمال شرق آسيا، الذين استغنت عنهم دول الخليج لسوء خلقهم.. ونحن اليوم نفعل العكس.. حيث نستقبل أعداداً كبيرة من هؤلاء «البنغال» ونوظفهم ونساعدهم .. واعتقد أن العمالة الأجنبية لامبرر لها.. في ظروف نعاني فيها شدة وقسوة العطالة وعدم التوظيف الجيد للجامعات والوظائف. ولمعالجة مشكلة البطالة يجب أن تحل هذه المشكلة في الإطار الشامل لمشكلة الفقر الذي أتعب كل الشعب السوداني.. وارهق الاسر.... نتمنى أن حكومة الانقاذ أن تولي العطالة قليل من الاهتمام فهي اصبحت ناقوس خطر يجب تفاديه بحلول سليمة وقويه(قاتل الله الوساطه... والعطاله).