هل ألغيت وظيفة المفتش ووظيفة المراقب من الهياكل الوظيفية فى الخدمة المدنية، وبوصفها الوظيفي، الذى كان يعطي لهذه الوظائف مهاماً واختصاصات، تسهم إسهاماً كبيراً فى إعطاء الهيبة والإحترام للخدمة المدنية، وفى المقام الأول للسلطة التنفيذية حسب مستوياتها. من المهم، ولكى نعود لهيبة الوظيفة، واحترامها، وسيادة النظم، واللوائح، والقوانين، أن نهتم بوظائف التفتيش والمراقبة. تجاوزات كثيرة نشاهدها يومياً فى قطاعات متباينة فى المجتمع، ولا يحاسب من تجاوز أو ينبه على الأقل، وفى كثير من الأحيان يجلب هذا التجاوز الضرر على من يلتزم ويحترم النظم واللوائح والقوانين، وتفقد الخزينة العامة موارد ضخمة جراء عدم الإلتزام بالنظام واحترامه. يومياً تسيل مياه غسيل وتنظيف المنازل، التى تطل على شوارع الأسفلت، فتحدث فى هذه الشوارع ثقوباً وحفر، تكون بداية خرابها.. وتكلفة تشييد الشوارع عالية جداً، فهل رأيتم يوماً مسئولاً نبه المخالفين، أو حرر لهم إيصالاً بمخالفة. ذات الشوارع تحفها الأنقاض، ومواد البناء للبنايات تحت التشييد، والتى تضيّق الشوارع، وتتسبب فى الحوادث المرورية، وتمكث هذه المواد والأنقاض فى بعض الأحيان لأعوام، إن تأخرت عمليات البناء أو تعددت الطوابق، والأمثلة كثيرة فى شوارع الولاية الرئيسية والفرعية. والشوارع ذاتها توضع على جنباتها هياكل لعربات، أو عربات مهشمة، أو محروقة، ويعلم أصحابها أن الحياة لن تبعث فيها، وكان الأولى بها جرها الى مقبرة العربات فى مناطق بعيدة تحددها السلطات. أما الأسواق المركزية والمحلية، فالتجاوزات فيها هى الأصل: العرض على الأرض, العارضون بلا رخص أو بطاقات صحية, مخالفات العرض الحيوية لأيام وأيام، فيسكن فيها الذباب، وتعيش فيها الحشرات، وتصدر عنها الروائح النتنة. الدواب التى تجر عربات الكارو، تقضى حاجتها وسط الناس، والسلع والمعروضات، من خضروات وفواكه. مياه الصرف الصحي تختلط بمياه غسيل الخضروات، فينقلب السوق كله الى أعيان بخسة تبطل الصلاة. رغم مسئولية الوالى والوزراء والمعتمد، لكن ليس مطلوباً منهم أن يتجولوا يومياً لمراقبة هذه التجاوزات، المراقب والمفتش هم أهل ذلك، والأقدر عليه، هل هناك مايمنع أن يكون على كل شارع مراقب واحد على الأقل، يجوبه من أدناه الى أقصاه يومياً، ينبه ويحرر المخالفات، وكذلك الأسواق يحيط بها المراقبون. أعيدوا وظائف التفتيش والمراقبة، تعود الهيبة والاحترام للسلطة ويثق المواطن فيها.