لا شك أن العمل الإبداعي الغنائي يحتاج لثلاثة مكونات أساسية تمثل عصب الأغنية متمثلة في الكلمة واللحن والأداء الجيد حتى يخرج للجمهور بصورة مميزة، فالفنان يحتاج للشاعر والملحن لإيصال أعماله والعكس، لذلك شهدت الساحة الغنائية عدداً من الثنائيات المميزة بين الشعراء والمطربين على مدى تاريخ الأغنية السودانية، منها الثنائية العظيمة بين الفنان الراحل عثمان حسين والشاعر بازرعة، وصلاح ابن البادية ومحمد يوسف موسى وغيرها وغيرها من الثنائيات التي كانت إضافة حقيقية للأغنية حتى أصبحت ملكاً للجمهور ويتنفسها ويحفظها عن ظهر قلب وسحب ملكيتها من الشاعر والفنان، وهذا دليل نجاح وخلود لتميز مثل هذه الأعمال، لذلك نقف ونشجع دائماً الثنائيات وغيرها التي تشكل إضافة للأغنية السودانية وهذا ما دفعنا من قبل للإشادة بالثنائية بين الفنان محمود تاور والشاعر اللواء معاش جلال حمدون والتي أخرجت عدداً من الأعمال الغنائية المميزة منها (الشمس غابت- مصابك سميرك- أول تبادي بحبك) وغيرها ونجحت بصورة مدهشة وشكلت إضافة للطرفين، ولكن استغربت كثيراً وأنا أطالع أحاديث اللواء جلال حمدون وتأسفت جداً لها، حيث أقدم على إيقاف جميع أعماله من تاور بدون أي أسباب مقنعة، وطالبه بمبلغ تعجيزي إذا أراد ترديدها مقابل (20) ألفاً في العام للأغنية الواحدة..! وهذا رقم لم يسبقه عليه شاعر في تاريخ السودان من قبل، ولم يراعِ حمدون بأن المتضرر الأول والأخير من هذا الفعل هو الجمهور المحب لهذه الأعمال وليس تاور الذي يمتلك العشرات من الأغاني المميزة، وأنا هنا لا أود طبعاً إثناء حمدون عن المطالبة بحقه المادي في الأداء ولكن يجب أن يكون في حدود المعقول كحال كل الشعراء، ولا أعتقد أن تاور كان سيعترض على ذلك، فأنا أعرف معدنه جيداً فهو فنان جميل ملتزم بكل الحقوق والواجبات الاجتماعية دعك من الفنية، وكنت أرى رفضه في وقت سابق عن الرد على تصريحات حمدون في الصحف عن إيقاف تعاونه معه، فقد كان يراعي للعلاقات الإنسانية بينهما بأدب يحسد عليه وقال إن العلاقة بينهما أكبر من ذلك، ولكن أعتقد بأن اللواء حمدون أغتر كثيراً بنجاح أعماله عند تاور وتخيل أنه شاعر السودان الأول بهذا التصرف الغريب، متناسياً كبار الشعراء ومنهم من تغنى له تاور ومثال لذلك إسحق الحلنقي وكفى.. وبصراحة جلال حمدون لم نتعرف عليه كشاعر إلا من خلال الأغنيات الجميلة التي قدمها له تاور في أجمل وأروع صورة، وحتى هذه اللحظة لم نسمع له بعمل مميز سوى هذه الأعمال، وأنا هنا لا أود التقليل من شاعريته على الإطلاق فهو شاعر صاحب مفردة جميلة ولكن أقول الحقيقة فقط ليس إلا، بالإضافة إلى أسلوب معاملته للمطربين الغريب والذي لا يشبه كلماته إطلاقاً حتى أصبح عدد كبير منهم يتجنب التعامل معه، لأنه سريع المطالبة بحقوقه المادية قبل أن ترى الأعمال النور.. حاجة تحير..!! فقد رفض الفنان شكر الله عز الدين وطه سليمان ووجدان بحري التعامل معه لهذه الأسباب.. لذلك أقول وأؤكد بأن الشاعر جلال حمدون يسير في طريق الانتحار فنياً إذا استمر تعامله بنفس هذه الطريقة مع المطربين، وأعتقد أنه في حال لم يصل إلى حل مرضٍ مع تاور فسوف تغيب شمسه أكثر وأكثر، لذلك على جلال حمدون مراجعة نفسه سريعاً حتى تكون نظرته للمدى البعيد وليست تحت قدميه كما يحدث الآن، فهل يسمع قبل أن يتلاشى. { قال سوركتي قال!! جانبني الصواب وأنا أذهب بإرادتي لحضور الحفل المهزلة الذي نظمته شركة منو كده سوركتي لاختيار نجوم العام، ونحن لا ندري أين تم هذا التصويت (السري) والسيد سوركتي يحدثنا عن آلاف المصوتين لهذا الاختيار الذي لم يصادف أهله تماماً إلا من رحم ربي ممن يستحقون ذلك وتميزهم لا يحتاج لتصويت، ولكن السؤال المهم من هو سوركتي حتى يختار نجوم الموسم؟.. ومن فوضه بذلك؟.. ومتى وكيف تم هذا التصويت؟.. هذا عبث ليس إلا تأخذه الرياح.. ولنا عودة لهذا الموضوع المحير.