ظلت قضية تحديات مواجهة آثار السيول والفيضانات تمثل هاجساً يؤرق مضاجع كافة المحليات والمسؤولين بعد أن أثبتت الأمطار الخفيفة التي هطلت مؤخراً ضعف الترتيبات والاستعداد وكشفت أن الأموال التي صرفت لم تحقق الهدف المنشود، في الأثناء دق المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني ناقوس الخطر وأشار إلى التحديات التي تواجه المجلس والمتمثلة في قلة الإمكانات ونادى بضرورة جلب الدعم ليكون المجلس قادر على مواجهة التحدي خاصة وأن خريف هذا العام حسب توقعات الأرصاد الجوي تشبه خريف وسيول وفيضانات العام «1988م» الأمر الذي ينذر بالخطر ويتطلب أن تتضافر كافة الجهود الرسمية والشعبية لدفع مخاطره وأشار الوزير إلى الولايات التي تهدد بالمخاطر. وقال خلال مخاطبته دورة الانعقاد ال«27» للمجلس الأعلى للدفاع المدني إن مجلس الوزراء عقد جلسة لمناقشة استعداد الولاية لمواجهة موسم الخريف وصادق على ميزانية قدرها 65 مليون جنيه اعتمدت وزارة المالية فقط مبلغ (6) ملايين وحث الوزير أعضاء المجلس والجهات ذات الصلة على التنسيق فيما بينها لتكوين آلية لمتابعة سير العمل. ودعا إلى تدريب كافة العاملين بالوزارات للتعامل مع الطوارئ والأزمات إلى جانب وضع خطة إستراتيجية لمجابهة المشاكل التي قد تنجم عن الفيضانات. ü وحذّر ممثل وزارة الصحة من تفشي الأوبئة والإسهالات جراء السيول مستشهداً بالأوضاع الصحية التي تعيشها مدينة حلفا عقب الأمطار التي شهدتها موخراً وطالب بتوفير الميزانية المقترحة للوزارة حتى تتمكن من أداء مهامها في محاصرة الأوبئة والأمراض والإسهالات. ü وطالب ممثل وزارة الدولة بالثروة الحيوانية الذي تحدث في المجلس الذي عقد بمباني وزارة الداخلية الاربعاء الماضي الاربعاء الماضي المناقشة خطة المجلس لدرء آثار السيول والفيضانات المتوقعة في العام، طالب المجلس بإعطاء الأولوية للثروة الحيوانية والسمكية لأنها تمثل رأس الرمح للاقتصاد السوداني، ودعا إلى مد الوزارة بالميزانية حتى تستطيع محاصرة الأمراض التي تحدق بالثروة الحيوانية والسمكية وشكا ممثل الثروة الحيوانية تأخر التمويل وناشد المجلس بتعويض أصحاب المواشي التي تنفق بسبب الوبائيات. ü كشفت ممثلة وزارة الرعاية الاجتماعية عن أن الوزارة أعدت محورين للمساهمة في تقليل الآثار الناجمة عن الخريف وقالت إن المحورين يتمثلان في المأوى والغذاء إلا أنها رجعت وأكدت أن وزارتها تعتمد في القيام بدورها على أموال الزكاة فقط ونادت بضرورة تقوية المجلس حتى يتمكن من الاستجابة للطوارئ. ü بروفيسور الفادني مدير ديوان الزكاة قال إن أغلب الكوارث تأتي من صنع الإنسان نفسه وإن الذين يتضررون من السيول والفيضانات هم الذين يشيدون منازلهم على مجاري الأنهار والسيول وإن الحكومات تساهم في ذلك حيث إنّها تقوم بتوزيع الأرض لمواطنيها على مجاري الأنهار وشنّ الفادني هجوماً على الشركات التي تقوم بتنفيذ الطرق والجسور، مشيراً إلى تلك التي تُشيّد بدون خرط كنتورية لتقليل التكلفة المالية وطالب بضرورة فرض عقوبات رادعة على تلك الشركات. فيما أكد وزير الحكم الاتحادي أن معظم مناطق الكوارث هي تلك المناطق المعروفة منذ سنين وأن الأشخاص الذين يتضررون من السيول هم نفس الأشخاص المتضررين منذ سنوات رغم ذلك يقيمون في تلك المجاري وقال إن السيل لم يغير مجراه مهما حدث ودعا لأن يكون خريف هذا العام خير وبركة. ü ممثل وزارة الكهرباء والسدود أكد أن وزارته أعدت خطة لسد النقص الذي قد يحدث جراء السيول والفيضان مبيناً أن جميع الشبكات المتهالكة تمت صيانتها نسبة 70% بتكلفة بلغت 40 مليون وأعلن استعداد وزارته لتنفيذ (70) سداً في الولايات. ü الهلال الأحمر أوضح أن هناك مناطق كثيرة بجنوب السودان تأثرت بالفيضان وأبان ممثل الهلال أنهم وضعوا خطة للاستعداد للخريف موضحاً أن المخزون الموجود حالياً لا يكفي لخريف هذا العام. ü وأعلنت وزارة الدفاع جاهزيتها لمواجهة خريف هذا العام وقال قائد المنطقة العسكرية لدى مخاطبته خطة المجلس لدرء آثار الخريف إن القوات المسلحة على استعداد لدعم المجلس بالمعدات و الكوادر البشرية والطائرات وأبان أن الدستور والقانون يحتمان على القوات المسلحة القيام بدورها وطالب ممثل وزارة الدفاع المجلس بإقامة دراسة علمية لتقدير موقف الأزمات والطوارئ لخمس سنوات قادمة ووضع خطة لمعالجتها ودعا إلى تكوين غرفة عمليات ومعلومات مشتركة لربط الجهات ذات الصلة لتقييم الموقف. الفريق أول هاشم عثمان الحسين مدير عام قوات الشرطة قال إن المجلس الأعلى للدفاع المدني يتوقع حدوث العديد من الكوارث وطالب بالتحوطات اللازمة لتحد من الأضرار وقال إن المجلس بدأ في تدريب كوادر لمجابهة تلك الكوارث. ü دعا ممثل وزارة الخارجية إلى ترفيع المجتمع لدرجة التعامل مع الكارثة وطالب المجلس بانتداب أشخاص للوقوف على تجربة البلدان المتقدمة في التعامل مع درء الكوارث موضحاً أن الكارثة يصعب التعامل معها في مهدها من قبل الحكومة. ü من جانبه انتقد ممثل وزير العلوم والتكنولوجيا استعداد ولاية الخرطوم لخريف هذا العام وقال إن مصارف السيول بالولاية غير مكتملة ودعا ممثل الوزير المجلس لإدخال أجهزة حديثة ومتطورة حتى تتمكن هيئة الأرصاد من القيام بواجباتها.
