لاشك ان الحياة العصرية قد قادت الناس للابتكارات في مختلف المجالات وفي ذلك ظاهرة المهرجانات الولائية في مجالات الثقافة والسياحة والتجارة والزراعة والتسوق وفي هذا المجال فقد غطى مهرجان البحر الأحمر السياحي على الآخرين وقد اصبح ذل كالمهرجان الذي تصادف مع أعياد الاستقلال ورأس السنة حديث الناس وأمه عدد كبير من مختلف مناطق السودان وتناولته الصحف ووسائل الاعلام كافة بالاشادة لقد شرعت بعض الولايات الأخرى في التفكير في اقامة مهرجانات كما يتم هذه الأيام بنيالا تحت مسمى مهرجان التنمية والتسوق اما ولاية الخرطوم فهي نفسها عبارة عن مهرجان مستمر في مختلف المجالات ولا تكاد تخلو قاعاتها ومنتدياتها يوميا من احتفال أو مهرجان ولكن الاتجاه الآن هو انفاذ توجيه النائب الأول لرئيس الجمهورية باقامة مهرجان ضخم تحت مسمى ليالي السودان وبدأ الاعداد لهذا المهرجان القومي بالفعل مستفيدين من تجربة مهرجان ليالي البقعة وغيرها من المهرجانات التي تمت وسوف يصبح مهرجان ليالي السودان ملتقى لفنون أهل السودان في مختلف ضروب الثقافة. أما الولاية الشمالية فهي أيضا لم تتخلف فقد تم تكوين لجنة للاعداد لمشروع ضخم يعكس فنون الولاية واقتصادياتها وزراعتها وسياحتها وتاريخها واجتماعياتها وقد ضمت اللجنة عددا من الناشطين من أبناء الولاية بالخرطوم وبعد ان قطع الاعداد شوطا تم تعديل الفكرة ليكون المهرجان خاصا بالثقافة باعتبار ان الثقافة هي المدخل لبقية المناشط ومن خلالها ينطلق انسان الولاية في مناحي حياته الاقتصادية والزراعية والاجتماعية ولكن هناك نقاطا لابد من أن نشير اليها ونحن نتحدث عن الاعداد لمهرجان الولاية وهنا لابد ان نؤكد ان الفكرة نبعت من بعض الأخوة بالخرطوم وتطور الأمر حتى تكون لجنة بالخرطوم اكتسبت قانونيتها من خلال قرار وزاري وقد كان لي شرف عضوية هذه اللجنة التي انطلقت في اجتماعات متواصلة لفترة طويلة وظلت قاعة مؤسسة الزبير الخيرية تشهد اجتماعاتها مساء كل سبت من كل اسبوع وقد استطاعت هذه اللجنة الوصول الى التصور النهائي للمهرجان قبل وبعد اختصاره في مجال الثقافة واكتمل تصور اعداد الميزانية ومقترح سبل تمويلها وحصر أبناء الولاية القادرين بالخرطوم للمساهمة وبرعاية كريمة من د. عوض الجاز ولكن بعد التعديلات الدستورية الأخيرة بالولاية التي شملت الوزرات والأشخاص وتغيير المسميات قامت الأخت الوزيرة الأستاذة تاجوج بتكوين لجان أخرى بالولاية لنفس الغرض مما كاد ان يؤدي الى تضارب وربكة وقد شعرت ان أعضاء لجنة الخرطوم قد تحسسوا من ذلك ولكن الوزيرة سعت لاصلاح الأمر فعقدت اجتماعا مع لجنة الخرطوم وخلص الاجتماع الى دعوة اللجنة الى لقاء مع اللجان المكونة بالولاية بدنقلا ولجدية اللجنة اشهد بأنها تحركت من الخرطوم في الساعة الرابعة صباحا للحاق بالاجتماع ولكن حسب تقييم اعضاء اللجنة فإن الاجتماع لم يكن بالمستوى المطلوب من ناحية المشاركة والحماس وقد سعت الوزيرة الى دمج اللجان في الاجتماع وتوحيد الرؤي والهدف وقد احسست ايضا ان اعضاء لجنة الخرطوم عند عودتهم وتقييمهم لاجتماع دنقلا قد أشاروا الى بعض الثغرات والفجوات التي صاحبت الاجتماع والتي ربما تؤثر في الأداء خاصة اصرار لجنة اجتماع دنقلا على بداية المهرجان على مستوى القواعد في اول ابريل وقد كانت الرؤيا الأخرى التريث لاكتمال الاعداد شارك في اجتماع دنقلا من لجنة الخرطوم رئيس اللجنة د. عبده والأستاذ الفاضل وآخرون بجانب ثلاث من الناشطات هن فوزية المحامية ومواهب القيادية بالمنظمات والطبيبة مع اعتذار رئيس اللجنة الثقافية ايناس والأستاذة فتحية محمد الحسن ان المهرجان يجب ان يجود اعداده لابراز ثقافة وحضارة الولاية الشمالية الضارب في التاريخ.