سخر كبير موظفي البيت الأبيض فى كتاب أصدره فى عام 1988، إبان ولاية الرئيس الأمريكي الأربعين رونالد ريغان، من السيدة الأولى نانسي ريغان بدعوى إستعانتها بمنجمين لتحديد برنامج مواعيد زواجها. وعندما ُأنتخب باراك أوباما رئيساً للولايات ُسئل في أول مؤتمر صحفي له عما إذا كان قد تحادث مع الرؤساء السابقين للولايات المتحدة منذ فوزه فى الإنتخابات، فأجاب أنه تحدث مع جميع الأحياء منهم، وأنه لا يريد أن يتبع خطى نانسي ريغان أرملة الرئيس رونالد ريغان فى تحضير الأرواح. وبعد المؤتمر الصحفي شعر أوباما بأنه قد يكون جرح نانسي بهذا التصريح، فقام بمعانقتها معتذراً لها عن تصريحاته المتعلقة بتحضير الأرواح وأبدى إعتذاره عن تعليقه المرتجل وغير المدروس، وأعرب لها عن إعجابه وتقديره لها، وهي ذات المشاعر التي يشاطره فيها الكثيرون من الأمريكيين. نانسي ريغان لم تكن السيدة الأمريكية الأولى التي تلجأ للتنجيم أثناء ولاية زوجها. وكان الكاتب بوب وودورد، الكاتب والصحفي في صحيفة واشنطن بوست الذى فجر فضيحة ووترجيت التى أطاحت بالرئيس نيكسون، قد أشار في كتابه الإختيار الذي أصدره فى عام 1996، أن السيدة الأولى السابقة نانسي ريغان، والسيدة الأولى السابقة هيلاري كلينتون، قد أعدتا جلسات مماثلة لتلك المخصصة لتحضير الأرواح في البيت الأبيض، وقال أن هيلاري تحادثت مع نظيرتها الراحلة السيدة الأولى أليناور زوجة روزفلت في جلسة لتحضير الأرواح تمت فى البيت الأبيض. وكذلك يؤمن بعض الرؤساء الأمريكان والروس والفرنسيين والبورميين بالأرواج مثل الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، والروسى السابق بوتين، والفرنسي الحالي ساركوزى ، ورئيس دولة بورما تان شوى ، فهو رجل مصاب بهوس السحر لدرجة دفعته للقيام بنقل العاصمة من مدينة يانجون 6 إلي قرية نيبيداو التي تفتقر إلى المياه والكهرباء، وتكمن داخل الغابات بسبب تنبؤ المنجم بسقوط الحكومة إذا لم ينقل العاصمة. وتحضير الأرواح من أكثر الظواهر الغامضة في حياتنا، والبعض يصدق أنه من الممكن إجراء إتصال حقيقي بالأرواح وإن كان يؤمن أن ذلك يقتصر على بعض الناس ممن وهبهم الله موهبة الإتصال. والبعض الآخر لا يصدق إمكانية وجود أي إتصال مع عالم الأرواح ويعتبر ذلك تخاريفاً ونوعاً من أنواع السحر الأسود لجأ إليها السحرة بعد أن تم تعقبهم من السلطات فغيروا من إسم نشاطهم من السحر إلى تحضير الأرواح ليفلتوا من العقاب. وجاءت بداية فكرة تحضير الأرواح في أمريكا سنة 1848، ثم إنتشرت بعد ذلك في أوروبا والعالم كله. وتم تأليف كتب كثيرة عنها وصارت علماً يدرس في بعض الجامعات. وقامت العديد من الجمعيات لتحضير الأرواح، وكان أساس هذه الفكرة هو إمكانية السيطرة على الأرواح بعد موت الجسد وإمكانية إستحضارها في أي وقت لتتحدث عن حالها في عالم الأرواح، وأيضاً عن بعض الأحداث التي حصلت في الدنيا سواء كانت في الماضي أو حتى تلك التي يمكن أن تحدث في المستقبل. وهناك عدة طرق للإتصال بالأرواح: منها طريقة التقمص بالوسيط، وذلك بأن تحتل الروح جسد أحد الوسطاء بعد دخوله في غيبوبة وتتكلم الروح بلسان هذا الوسيط، وتجيب على كل ما يوجه إليها من أسئلة. وطريقة أخرى هي التجسد، ويعني أن تظهر الروح مجسدة في صورة مطابقة لصورة صاحبها في الدنيا، ويمكنها أن تتحدث، كما يمكن إلتقاط صور لها بواسطة الأشعة تحت الحمراء. وأذكر أننى قد شاركت فى العديد من جمعيات تحضير الأرواح فى السودان فى فترة من فترات حياتي وتركتها بعد ذلك دون أن أخرج بإنطباع إيجابي عنها.