مع بداية فصل الصيف وسخونة الجو.. وارتفاع درجات الحرارة.. وتوتر الأعصاب.. و(خلو) الجيوب من العملة الصغيرة والكبيرة.. وارتفاع الأسعار في الأسواق.. واستعداد ناس الكهرباء لممارسة هوايتهم المفضلة في القطوعات المتواصلة.. و(شخير) المواسير المتواصل في الليل والنهار مع امتداد النيل الذي نشاهده ونشاهد مياهه بأعيننا فقط.. واختفائها من منازلنا وحسرتنا عليها.. معاناة يومية يعيشها المواطن السوداني.. فهذه المشاكل عبارة عن مسلسل يأتي كل صيف.. طويل الحلقات ومنسقاً ومرتباً لا خلل به ولا مفاجآت.. يصر المخرج والمؤلف على أن لا ينسى شيئاً من ذلك المسلسل.. فهو طبق الأصل في كل صيف سبحان الله. ومع كل ما ذكرنا من معاناة.. اختفت فجأة وكالعادة في كل صيف أو شتاء اختفت المواصلات.. التي أصبحت هاجساً يؤرق مضاجع الكثيرين.. لصعوبة الوصول إلى أماكن العمل أو الوصول إلى المستشفيات أو المدارس.. فصعوبة المواصلات أصبحت في كل الأوقات وليس في أوقات الذروة فحسب. أما إن كان لديك موعد مهم وليس أمامك غير أن تركب المواصلات.. فتأكد أن موعدك هذا (مضروب).. وأنك لن تستطيع اللحاق به مهما عملت.. سواء فكرت أن تركب الهايسات السريعة التي تخرج بك بعيداً عن خط سيرك بعد أن أصبحت من الممنوعات التي تدخل السوق العربي.. وتضطر بعدها أن تركب مرة أخرى.. أم الحافلات التي تقف عند كل محطة معروفة أو غير معروفة.. فهي تضيع لزمنك وقد تحرق أعصابك مع السائق أو الكمساري بسبب الوقوف المتكرر.. لأن الركاب لهم دور في ذلك الوقوف المتكرر.. فالكثير منهم يريد أن تقف به الحافلة أمام منزله أو شارع بيته.. وبصات الوالي فحدث ولا حرج.. فهي الحلم الذي لن يتحقق كثيراً.. وأرى أنها قد تسببت في ازدحام الشوارع أكثر من الفائدة التي كان من المفترض أن نجدها منها.. فهي مزدحمة دائماً ومتوفرة في خطوط وشبه منعدمة في أخرى. متى تنتهي هذه المعاناة الكثيرة من حياة البشر.. تكلمنا اليوم أنا وبعض الزميلات عن صعوبة المواصلات.. فحكت لي بعضهن أنهن يصلنّ إلى منازلهن بعد (المغرب) بسبب المواصلات والوقوف الطويل في المحطات والانتظار.. حينما تأتي حافلة أو بص يزدحم الناس ولا تستطيع أغلب الفتيات الركوب وسط هذه الزحمة.. أين الحل يا والينا؟!