أصبح التعليم فى المملكة المتحدة مكلفاً جداً للحد الذى إن لم يحصل فيه الطالب على منحة دراسية داخلية تتحمل هذه التكاليف فمصيره عدم إستكمال مسيرته التعليمية. وتشير التقارير التى كشف عنها الإتحاد الوطني للطلاب في إنجلترا عن أن أعداداً متزايدة من الطالبات يلجان إلى ممارسة الدعارة لتمويل رسوم دراستهن، وأن بعض الطلاب يلجأون كذلك إلى لعب القمار والمشاركة في التجارب الطبية للحصول على المال. ويعزى الإتحاد هذا إلى أن إرتفاع تكاليف المعيشة، مع إرتفاع الرسوم الدراسية المتصاعد، إضافة إلى التخفيضات في أموال المنح الدراسية، لعبت دوراً في لجوء الطلاب إلى هذه الوسائل. وقد شكلت التخفيضات الحكومية مزيداً من الضغوط على الطلاب كما أوضحت مسؤولة شؤون الطالبات في الإتحاد الوطني مضيفة أن الطلاب يلجأون إلى تدابير أكثر خطورة للوفاء بإلتزاماتهم المالية. وقالت مسؤولة شؤون الطالبات في الإتحاد الوطني أنه فى ظل مناخ إقتصادي لا تتوفر فيه إلا القليل جداً من فرص العمل الجديدة، ومع تخفيض الدعم المقدم إلى الطلاب على نحو كبير، فإن الطالبات يقمن بالمزيد من العمل في الإقتصاد غير الرسمي مثل العمل في « الرق الأبيض» والممنوعات ، ووصفت هذا النوع من العمل بأنه خطر وغير منظم. ومن جانبها أكدت الجمعية الإنجليزية للعاملين في ذلك المجال ، التي تدير خطاً هاتفياً لمساعدة العاملين في هذا المجال، إن عدد المكالمات التي تلقتها قد تضاعفت خلال السنة الأخيرة. و أن الجمعية تلقت عدداً غير مسبوق من تلك المكالمات منذ أن أعلنت الحكومة البريطانية عن أن الجامعات في إنجلترا يمكن أن تزيد الرسوم الدراسية السنوية إلى 9,000 جنيه إسترليني إعتباراً من العام الحالى 2012. لكن الحكومة البريطانية تقول بالمقابل إنها تمنح الطلاب «حزمة سخية» من الدعم المالي. غير أن هذا الدعم لا يكفى بل يدفع النساء إلى الإنحراف . وأن الحكومة هي المسؤولية عن ذلك. وقد قام الطلاب بتظاهرات إحتجاجا على الرسوم الدراسية العالية وسياسة «الخصخصة» في الجامعات. وتهدف المظاهرات، التي نظمتها الحملة الوطنية ضد الرسوم والتخفيضات ، إلى معارضة خطط الحكومة إلى تطبيق نظام تعليمي يخضع إلى قوانين السوق.ويذكر أن عدداً من المظاهرات التي نظمها الطلبة العام الماضي تحولت إلى موجة من الإشتباكات العنيفة. ويبدو أن نفقات التعليم بالرغم من التسهيلات الموجودة فى أمريكا والعالم الغربى تدفع الكثيرات من الطالبات إلى إبتكار أساليب غريبة ومريبة ومشينة لتكملة تعليمهن فقد أعلنت طالبة نيوزلندية أنها سوف تقبل عرضاً غير أخلاقي لقاء مبلغ 46 ألف دولار نيوزلندي بغرض دفع نفقاتها الدراسية، في آخر سلسلة تلك التقاليع من أجل الإيفاء بتكاليف التعليم. وسبق وأن أعلنت طالبة أمريكية العام الماضي نفس المبررات بغاية دفع تكاليف رسالة الماجستير التي تعدها حول « الطب النفسي للأسرة والزواج » وبدورها، أعلنت عارضة إيطالية انحرافها وذلك لإستكمال دراستها. ويذكر أن مراهقة في هونغ كونغ كانت قد عرضت في ديسمبر الماضي على الإنترنت إحتياجها للمال في فترة أعياد الميلاد (الكريسماس). وتلقت الصبية عرضاً قدره 60 ألف دولار هونغ كونغ من مشتر منحرف أخلاقياً ، لكن السلطات المختصة حذرت بأن الإثنين قد ينتهي بهما المطاف في السجن.