تلفزيون السودان القومي كما الإذاعة السودانية القومية لايزال محتفظاً بوقاره ورسالته التي تنهل من معين وجذور التراث تجده في كل بيت فإذا حول الأولاد القنوات جاء الكبار بقناة التلفزيون القومي ليس ذلك لأنهم لا يطيقون القنوات الأخرى ولكن لأنهم يحبونه ويثقون في برامجه. التلفزيون القومي به كوادر متأهله في البرمجة والإخراج والانتاج ووضع الخريطة البرامجية فاذا كانت مهمة التلفزيون ورسالته تتلخص في تنويع برامجه بين الترفيه والاخبار والثقافة فهي جميعها تقدم في ثوب وقور وجاذب في هدوء للمشاهدين السودانيين على وجه الخصوص . يتسم مذيعوه بالجدية واحترام المشاهد ومحاسبة النفس والالتزام بالموضوعية وعدم الخروج عن النصوص وكثير من الذين تستهويهم القنوات الأخرى يعودون إلى التلفزيون القومي متأكدين من أنه لا يجرح مشاعرهم ولا يستجدي مشاهدتهم. التلفزيون القومي يختلف كثيراً عن القنوات السودانية الأخرى التي تلهث وراء اجتذاب المشاهدين بأي وسيلة لتكون غايتها في النهاية الحصول على أكبر عدد من الإعلانات وهي في ذلك تطبق القاعدة المعروفة (الغاية تبرر الوسيلة) وقناة النيل الأزرق مثلاً لا حصراً تتوصل بالأغاني.. أغاني من أي نوع وبأي لغة وبمنظار واحد يقول إن المشاهد يحب الأغاني وخصوصاً أغاني المطربات وغير المطربات فاذا دلفنا إلى خارج الحدود فإن التلفزيون القومي هو المرآة الصادقة لوجه السودان.. كل المغتربين في امريكا وأوروبا والخليج يرون فيه وجهه الأخضر وفي هذا الجانب بالذات يعكس لهم المشاريع التنموية بكل مافيها من جمال وآمال وبث للطمأنينة على وطنهم.. يرون فيه الوجوه المشرقة التواقه لآفاق المستقبل الرحب.. يجدون في التلفزيون القومي وجهة النظر الحكومية أياً كانت يرون فيه الشباب المحتشم المتطلع لغد أفضل يجدون فيه المرأة السودانية الفاضلة ومنها ذات الضفائر والمساير والثياب الجميلة هذا التلفزيون ينقلهم إلى أرض أبائهم وأجدادهم في الشمال الحبيب والشرق الشامخ والغرب المتأصل ومظاهر التدين والمدائح التي يرق بها الوجدان.. أن التلفزيون القومي هو بلسم يخفف عن المغتربين عناء الغربة وينسيهم عذابها ينقل لهم آفاق الثقافة وروعة العقد الاجتماعي وإنسانية وتكافل السودانيين ومودتهم ومشهدهم الفريد في صلاة العيد وذبح الأضاحي وإنتاج أدبائهم وشعرائهم وعلمائهم وحكمائهم وقادتهم الدينيين.. تحياتي للتلفزيون القومي فهو يستحق منا كل إشادة وثناء.