وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تقارير: القوات المتمردة تتأهب لهجوم في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«17.595» الحالات المكتشفة بالولاية.. و«40» مركزاً للفحص الطوعي
نشر في آخر لحظة يوم 18 - 04 - 2012

الوضع الوبائي لمرض الإيدز بالسودان يقرع أجراس الإنذار، فالسودان مصنف ضمن الدول التي بها وباء، وهذا التصنيف يأتي عندما تكون نسبة الإصابة بالمرض وسط الحوامل 1% وفي السودان أكبر من ذلك، وقد ثبت علمياً أن الإيدز يمكن انتقاله للأجنة بنسبة 15% ويعد بمعايير منظمة الصحة العالمية وباءً عاليا يستوجب من الجميع التصدي له ومنع تمدده، وكيف لا ينتقل المرض والسودان يجاور دولاً أفريقية معدل الإصابة فيها مرتفع، فضلاً عن التداخل القبلي مع هذه الدول ووجود معسكرات لإيواء اللاجئين بالولايات الشرقية، إضافة لوجود أعداد كبيرة من النازحين، ووفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية ينبغي على الجميع إجراء الفحص الإجباري في حالة السفر، أما الطوعي فيكون قبل الدخول في الحياة الزوجية، ولكن هل ارتفع الوعي بأهمية الفحص الطوعي قبل الزواج، وهل سيكون ثقافة العصر السائدة وشرطاً أساسياً من شروط عقد مراسم القران.
«آخر لحظة» قامت بجولة استطلاعية واسعة وسط عدد من أولياء أمور الطلاب والمقبلين على الزواج فيما يتعلق بإجراء الفحص الطوعي قبل الزواج، بجانب الجلوس مع بعض المتعايشين مع المرض وخبراء علم النفس والاجتماع وإدارة برنامج مكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً بوزارة الصحة ولاية الخرطوم لتسليط الضوء على بعض الحقائق والمعلومات ودورها في نشر الوعي تجاه ذلك وغيرهم، وكانت هذه الحصيلة فإلى المضابط:
{ شهادة خلو طرف
بداية أجمع عدد من أولياء الأمور على أهمية الفحص الطوعي للمرض قائلين من المفترض أن يكون هناك فحص إجباري للمقبلين على الزواج، فالذي يضمن سلوكه لا يتخوف من إجرائه، مطالبين الأسر بعدم عقد القران إلا بعد إبراز شهادة خلو طرف من الإيدز، مشيرين لطرق انتقاله المتعددة، وزادوا من المفترض أيضاً أن يكون هناك فحص دوري للأبناء قبل الزواج وحتى للأمراض الوراثية.
فيما أبدى البعض اعتراضهم، واصفين المسألة بالصعبة لأنها ستؤدي لدخول الكثيرين في مشاكل خاصة بين الأهل لبعدنا كمجتمع سوداني عن هذه الثقافة، موضحين أن الأمر يحتاج لوقت.
{ لا أتردد
ويقول العم أحمد عمر يجب بذل كافة الجهود لتطبيقه على أرض الواقع ونشر هذه الثقافة بين المجتمعات بالطرق عليها باستمرار وتناولها في خطب الجمعة وغيرها من المنابر والأجهزة الإعلامية.
وزاد يجب أن لا يكون هناك تعقيد للمسألة من قبل الأسر، موضحاً أن لديه «3» بنات ولا يتردد إطلاقاً في مطالبة الشخص الذي يريد الارتباط بهن بشهادة الفحص الطوعي للإيدز مهما كانت النتائج.
{ مسألة ثقة
فيما قال عدد من طلاب الجامعات إن المسألة في بداياتها ستكون في غاية الصعوبة ومن المفترض إجراء الفحص لكثير من الأمراض الوراثية وغيرها وما بالك بطاعون العصر الذي ليس له علاج حتى الآن، مشيرين للمشاكل التي تواجه المقبلين على الزواج لترجمة هذا الأمر على أرض الواقع.
والتقط أطراف الحديث آخرون ما بين مؤيد ومعارض وقالت إحدى الفتيات سأتخلص من الشخص الذي سيتقدم للزواج مني إذا رفض ذلك، فالمسألة مسألة ثقة ليس إلا وسأقوم معه بإجرائه، مناشدة بضرورة رفع الوعي بأهميته.
{ للحد من انتشاره
من جانبها أفصحت أميمة تيار خريجة عن رأيها، حيث قالت إن إجراء الفحص قبل الزواج يؤدي لتفادي الكثير من المشاكل أهمها سيكون إحدى طرق السيطرة للحد من انتشاره، إلى جانب الشعور بالراحة النفسية للطرفين بعدم الإصابة.
{ تجربة مريرة
فيما ناشدت الخالة «ع.م» وبشدة جميع الأسر وخاصة الأمهات والآباء والأبناء بضرورة إجراء الفحص الطوعي للمرض قبل عقد مراسم الزواج وإلا «وقع الفاس في الراس»، مشيرة لتجربة ابنتها المريرة التي انتقلت لها العدوى من زوجها وقالت بألم شديد لو كنا على درجة من الوعي بأهمية الفحص لما ترددنا في ذلك ولكن أمر الله وقدره، موضحة أن لديها عدداً من البنات وأقسمت على عدم دخولهن في مغامرة بتزويجهن إلا بعد إبراز هذه الشهادة، قائلة «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين».
{ للمتعايشين مع المرض رأي
حكى عدد من المتعايشين مع المرض ل«آخر لحظة» تجاربهم المريرة ومعاناتهم بسبب الوصمة والتميز من أقرب الأقربين والجيران وكافة شرائح المجتمع، وأشار البعض لانتقال العدوى إليهم عن طريق أزواجهم، مؤكدين على أهمية هذا الفحص الطوعي لسلامة كل من الطرفين، ويجب على الشباب والأسر الاستفادة من تجاربنا بعدم الخوف والتردد من إجراء الفحص وأن يكون شرطاً أساسياً لاكتمال عقد القران.
وأكدوا على دورهم الفاعل بعد انضمامهم لجمعية المتعايشين مع المرض، في نشر الوعي من خلال بعض البرامج المجتمعية، ونصحوا بعدم تبادل استخدام أمواس الحلاقة وتبادل الأدوات الثاقبة وخاصة وسط الشباب في الأحياء والنساء والفتيات في بيوت المناسبات والداخليات «لشيل الحواجب والوجه».
وأخريات في مقتبل العمر لزمنّ الصمت، رسمت على وجوههن علامات الخوف من الوصمة الاجتماعية بعد خروجهن من الصدمة النفسية ولسان حالهن يقول أي «ذنب جنيناه»، فالعدوى انتقلت لنا عن طريق أزواجنا فماذا نفعل، وما علينا إلا الإيمان بقضاء الله وقدره، ولماذا هذه النظرات القاتلة والمدمرة، «أعينونا أعانكم الله».
{ قبول هذه الثقافة
ويقول باحث اجتماعي تحفظ عن ذكر اسمه، أولاً يجب على المقدمين على الزواج أن يتحروا من كل الأسباب التي تؤدي إلى إنجاب ذرية أو أبناء قد يعانوا من العلل والأمراض البدنية والنفسية أو العقلية، ولذلك لابد من إجراء الفحص وقبول هذه الثقافة المبنية على الأسس العلمية التي اتفقت مع مصادر الشريعة، بل تشجيع الأبناء المقبلين على الزواج على أهمية ذلك خاصة أنه أصبح متاحاً في السودان بكل المستشفيات والمحليات والولايات من أجل التأكد من سلامة الزوج أو الزوجة قبل الدخول في الحياة الزوجية، ولكن للأسف الشديد أن معظم أبناء الدول العربية والإسلامية بصفة عامة، لا يقومون بإجراء هذا الفحص لأسباب كثيرة على سبيل المثال التخلف الثقافي والصحي، بالإضافة إلى الخوف من النتيجة بالنسبة للكثيرين من المتعلمين والمثقفين.
وقال إن الأسرة هي الركيزة الكبرى في السيطرة على محاربة المرض، فلا خوف من عملية الفحص الطوعي، فالهدف من الصحة النفسية التركيز على التوعية ومحاربة الأمراض الفتاكة.
{ مهدد
وكانت قد كشفت دراسة علمية لتحديد مسار وباء الإيدز في السودان- جزء من الإستراتيجية للخبير الوطني دكتور خالد عبد الرحمن- أن عدد المصابين يقدر بحوالي 122.216 شخصاً، والأيتام بسبب الإيدز من عمر يوم إلى «17» 27.888، والوفيات 6.301 حالة، وأوضحت الدراسة أن الانفاق لمكافحته من المكون المحلي 9.5%، بينما يمثل الأجنبي 73.2% ودعم الأمم المتحدة 14.9%، و0.31% مكون للقطاعات الوطنية وبقية الدعم من جهات أخرى.
وذكر د. خالد أن دور القطاع الخاص غير مرئي، بجانب ضعف الإعلام، وقال من المفترض تبني القطاعات المختلفة سياسات مكافحته كجزء من برامجنا ومنهجنا وسياساتنا وكان قد اقترح تكوين هيئة أو مجلس أعلى يتبع لمجلس الوزراء أو ترفيع البرنامج القومي لمكافحة الإيدز داخل وزارة الصحة تحت إشراف وكيلها.
وأكدت الدراسة أن الاعتماد على المانحين لتمويل برنامج المكافحة يعتبر مهدداً لملكية الاستجابة ولابد أن نجعل الإيدز جزءاً من منظومة الدولة والتفاعل معها، وأوضح أن نسبة الوباء 0.76% ومن المتوقع وصولها إلى 1.2% بحلول العالم 2015، وكانت قد أوضحت تقارير مراكز الفحص الطوعي بولاية الخرطوم أن عدد الذين خضعوا للفحص بلغ 84.2% في العام 2006 وتردد 4004 لمراكز الفحص الطوعي بنهاية العام 2009، وعن وجود 12 ألف حالة إصابة في السودان.
وكشفت عن تراجع في عدد جولات الفحص الطوعي الجوال في نهاية العام 2011 من 84 جولة منتصف العام 2010 إلى 28 جولة فقط لثلاثة أرباع العام 2011.
مشيرة لوجود 39 مركزاً للفحص الطوعي وإجراء 13.439 جلسة إرشاد نفسي ثلاثة أرباع العام 2011.
{ التأكد من سجله الحياتي
ولمعرفة الآثار النفسية والاجتماعية المترتبة على إجراء الفحص الطوعي قبل الزواج قال أستاذ علم نفس رفض ذكر اسمه، إن كلمة فحص أو اختبار أو استقصاء وامتحان، كل هذه المرادفات تترك أثراً نفسياً سلبياً في الدواخل، خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار الجوانب الشخصية والنفسية والاجتماعية ولكن عمق الأثر يكون مرتبطاً دائماً بطبيعة ونوعية الشخصية وخاصة فيما يتعلق بمسألة الصحة وعدمها أو السلامة وعدمها. بمعنى أن الشخص المتأكد تماماً من سجله الحياتي خالي من الشبهات والآثام والرذائل، فإن هذا النمط الشخصي لا يتردد في إجراء الفحص لتأكده التام بأنه لا توجد هناك ما يثير حفيظته فيما يتعلق بالمرض، فمثل هذا النوع من الشخصية هو المطلوب بالمجتمعات لأنه يتقي الله في حركاته وسكناته، وبالتالي يكون في مأمن وسلامة من كل داء.
أما بالنسبة للجانب الآخر، فإن الشخص الغارق في الرذيلة المتلطخة بالإثم يتشكل في دواخله شكل من أشكال المرجعية السلبية، وبالتالي فإنه لا يستطيع مواجهة هذا الفهم «الفحص الطوعي»، لإدراكه التام أن أعماله وتصرفاته دائماً أقرب من المرض إلى الصحة، فإن السلوك اللا أخلاقي شكل من أشكال المرض، فإذا كانت طبيعته السلوك المرضي فإنه من الطبيعي أن يتخوف أو يتردد في إجراء مثل هذه الفحوصات، لأنه يعرف النتيجة حتماً بأنها تكون بالجانب الإيجابي، وأضاف قائلاً إذا أجريت دراسة تحليلية نفسية لمثل هذه الشخصيات تجدهم دائماً يعيشون في صراعات ونزاعات داخلية قاتلة.
{ نوع من الفهم الراقي
وفي رأيي يجب أن تكون هناك درجة معيارية لوزن الأشياء بأن تكون هناك قاعدة أو مرجعية، فالفحص الطبي قبل الزواج نوع من الفهم الراقي ولكن الرقي للأسف الشديد مبني على سلوك غير سوي، وهذا مؤثر في حد ذاته بأن هناك نوعاً من الاستشراء والتفشي لهذه الظاهرة لدرجة أصبحت معها مخاوف وهواجس عند الشباب الذين يريدون إكمال نصف دينهم وهذا في حد ذاته مشكلة، لأن المجتمع المعافى تكون مرجعيته الأخلاقية سليمة، وبالتالي لا تحتاج لفحص قبل أو بعد الزواج ولكن أن تكون مثل هذه القاعدة، هذا في حد ذاته مؤشر ينبيء عن الخطر كون الإنسان يعمل على سلامته والمحافظة على نفسه بأن يشترط الفحص القبلي والبعدي، فهي من حقه لضمان نوع من السلامة والصحة.
ويضيف أستاذ علم النفس قائلاً إن هناك ترسبات نفسية فيما يختص بموضوع الفحص القبلي خصوصاً ما نسمعه بأن هناك انتشاراً للوسائل المساعدة لنقله، فأصبحت منتشرة في المجتمع أساليب الوقاية ومقارنة بالمجتمعات في أمريكا وأوروبا، فالمجتمع السوداني حتى الآن لم يصل إلى درجة الوعي الصحي فيما يتعلق بموضوع الإيدز، وقال لابد من القيام ببرامج توعوية باستمرار للتقليل من الرذيلة، فهناك مشكلة في الوعي الصحي نتيجة لهذه الزيادة.
{ ضعيف
وأضاف اأيضاً لدينا مشكلة في التربية «البعد الثالث»، البناء القيمي للفرد في المجتمع السوداني رغم ادعائنا للمحافظة والتدين، فإن بناءنا الديني ضعيف والدليل على ذلك ما نشاهده من سلوكيات غريبة وسط الشباب من الجنسين كانتشار تعاطي المخدرات والتدخين وسط الفتيات والأطفال، وهذا مؤشر خطير.
{ «17.595» حالة
ابتدر دكتور ولاء الدين مبارك مدير إدارة برنامج مكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً بوزارة الصحة ولاية الخرطوم، حديثه قائلاً إن جملة الحالات المكتشفة بولاية الخرطوم تراكمياً منذ بداية البرنامج وحتى نهاية العام 2011 بلغت «17.595»، وفاق عدد الذين يحصلون على العلاجات المجانية للإيدز بالولاية «3.500» مصاب ومريض، فيما بلغت جملة حالات الأمراض المنقولة جنسياً الأخرى المسجلة في العام 2011 «45.714» حالة، وكشف عن عدم وجود إحصاءات دقيقة منذ ظهور أول حالة في السودان في العام 86 وحتى العام 2002، مشيراً لإجراء مسح قومي لتوفير المعلومات اللازمة لمكافحته والإستراتيجيات المناسبة ومواصلة إجراء المسوحات بمنهجية علمية لتحديث البيانات سنوياً، وأضاف أن معدل الانتشار في جمهورية السودان بعد الانفصال- الولايات الشمالية سابقاً كانت 0.67% أي أقل من 1% مما يجعل السودان دولة ذات وباء منخفض ويعرف بالوباء المركز أي يتركز انتشاره وسط مجموعات محددة من السكان جعلتهم ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية وظروف العمل عرضة لخطر الإصابة خاصة الفئات الشبابية منهم كالذين يقعون في الرذيلة وبعض الذين يقضون أياماً، بل أسابيع في العمل بعيداً عن الأسرة.
وبالنسبة لعدد مراكز الفحص الطوعي بالولاية، أشار د. ولاء لوجود 40 مركزاً للإرشاد النفسي والفحص الطوعي منتشرة بالمؤسسات الصحية المختلفة، إضافة لمركز فحص طوعي متجول واحد يتم عبره إجراء الإرشاد النفسي والفحص الطوعي لجعل الفحص في متناول الراغبين في أمكان التجمعات، إضافة إلى رفع الوعي والترويج لخدمات مكافحة الإيدز والمراكز الثابتة.
ويؤكد بأنه أثبت فعالية كبيرة في زيادة عدد الخاضعين للفحص، موضحاً أنه في عام واحد بلغ عدد المفحوصين في المركز المتجول حوالي نصف عدد الخاضعين للفحص بالمراكز الثابتة، إلا أنه عاد قائلاً إن هناك تحديات تحول دون ضمان استمراريته، متمثلة في تهالك العربات المخصصة للفحص الجوال، وضعف وعدم انتظام ميزانية الترويج المصاحبة الكبرى، مناشداً عبر «آخر لحظة» شركات الاتصالات الكبرى والأغذية رعاية مثل هذا النشاط المجتمعي المهم لتطويره وإدخال عربات إضافية لزيادة الجولات.
وفيما يتعلق ببرنامج منع الانتقال الرأسي من الأم الحامل المصابة بالإيدز إلى طفلها، قال مدير البرنامج إن البرنامبج يمنع انتقال الإصابة من الأم إلى طفلها من خلال الحمل والولادة والرضاعة الطبيعية، ويهدف إلى ضعف عدد الأطفال المصابين بالإيدز بتقليل احتمال الإصابة من 45% في حالة التدخل إلى أقل من 2% في حالة خضوع الحامل لهذا البرنامج، مما يساهم في وجود جيل جديد خالي من الإصابة، موضحاً أن نسبة الانتقال أثناء الحمل 5-10%، الولادة 10-20% والرضاعة الطبيعية 5-25%
{ وسط 655 حلاقاً
وحذر د. ولاء من خطورة إعادة استخدام أمواس الحلاقة من قبل شخص آخر حتى لو كان أخاً أو صديقاً قائلاً قد تلاحظ هذا في بعض صوالين الحلاقة وأماكن العلاج التقليدي كالحجامة، وربما تكثر في الداخليات والسجون والمعسكرات والشعائر المقدسة أثناء الحج والعمرة، مؤكداً على اهتمام إدارته بهذا الأمر برفع الوعي بخطورة استخدام الأمواس والأدوات الحادة الملوثة بالفيروس ويمكن أن تنقل الإيدز، ضمن خطة الإدارة سنوياً بإجراء تدخلات في هذا الأمر، مشيراً لتدريب 655 حلاقاً على مكافحة العدوى في محلات الحلاقة منذ العام 2009 لرفع الوعي تجاه الأمراض المنقولة بالدم بما فيها الإيدز والتهاب الكبد «ب وج»، بجانب مهارات التطهير والتعقيم والنظافة الشخصية ووضع اشتراطات صحية لصالونات الحلاقة والتجميل.
{ تطبيق هذه التجربة
ويؤكد على عدم إعطاء أي مريض الدم من بنوك الدم ما لم يتم فحصه للإيدز والتهاب الكبد الفيروسي والتأكد من سلامته وخلوه من هذه الأمراض.
وكشف د. ولاء عن حزمة من الأنشطة ضمن خطة العام 2012 المتمثلة في خدمات الفحص بعدد 35 مركزاً صحياً وإضافة عدد 7 مراكز جديدة للفحص الطوعي بالولاية وانطلاقة حملة الخرطوم الكبرى لمكافحة الإيدز، بالإضافة لتطبيق تجربة فحص الPCR للمواليد من أمهات مصابات وتدشين مركز فحص طوعي متجول آخر بتوفير عربات مهيأة لذلك.
موضحاً أن إستراتيجية المكافحة تتمثل في العديد من المحاور كالعفة والدعوة إلى الفضيلة وتكاتف جميع قطاعات الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في عملية المكافحة، وبناء نظام التقصي السلوكي والوبائي وتنفيذ برنامج رفع مستوى الوعي الصحي وتغيير السلوك، بجانب الرعاية الطبية لمرضى ومصابي الإيدز وتقديم خدمات الإرشاد النفسي والاجتماعي لهم ولأسرهم ومكافحة العدوى بالوحدات الصحية ووسط المجتمع وغيره.
{ من المحرر:
هل يقدم أبناء وبنات هذا الجيل على إجراء الفحص مثلما يحدث في المجتمعات المتقدمة، أم ننتظر الكارثة.
الوضع الوبائي ينذر بالخطر وقد تأخر السودان كثيراً في الإعلان عن المرض والتصدي له.
يجب أن لا ندفن رؤوسنا في الرمال، ومواجهة المرض ببذل المزيد من الجهد لمنع غدره وانتشار الفيروس.
وأن يكون من أولى أولويات الدولة بتخصيص الميزانيات بدلاً عن الاعتماد على تمويل المانحين في أعمال المكافحة وغيرها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.