كلها على سلسلة جغرافية متوازية من الغرب الى الشرق يحرسها رجال لايفرطون ما داموا يقولون لهم «... وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم...» ولكن قل لي يا ترجمان «الحقب» وإن شئت فاسأل النازحين أو القاطنين من الألمان والأسبان والإيطال والبريطان بل «أوربا» بغضها وغضيضها، وهم الذين «عصروا» و«أزاحوا» الهنود «الحمر» فلم يعد لهم ذكر في وطنهم الأزلي الأم «أمريكا» ثم أطلقوا عليهم الآميش«كأنهم» الهامش، فإن كان الترحال على بطاح الأرض كلها، من أجل أن الأرض لله وهم عيال الله كخلق، فإنه قال لهم «.. فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور» وهذا لكافة البشر.. أما إن كان التروح من أجل السطوة واستحقار الآخر، وإبراز عضلات القوة، واستخدامات أسباب السيطرة دون هدف يقود الى إعمار وهداية العالمين، فإن ذلك يكون محاولات لتحويل سنن الله في خلقه.. بكل السحنات التي لاتكون الأفضلية فيها وبينها ومنها إلا للذي يذكر أنه عابد وعبد للمولى الأجل.. ولكن لا يزالون مختلفين في النزعات والتوجهات، وعندئذ ينبض أن تقودهم دوماً «الفئة» الهادية الى الصراط المستقيم، ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون الناس بالبر والتقوى وأولئك هم المفحلون وهي «أي الفئة» لا تتصدر الآخرين إلا بإعداد وتدريب وتحسبات، وتقرأ دائماً قول الخالق الفالق «محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطاه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار.. وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيما..» ونكرر دائماً «أنا وأنت».. ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين» ونرمي من كل هذا الى أن النموذج والمثل لابد أن يكون التذكير بالمواقف، وتاريخ الجماعات والأمم، فلو كان الانتشار «الأوربي» ذاك كان مرتكزاً على عقيدة هادية لصارت قدوة تهدي الآخرين، فإذن أحق الناس بالاقتداء بهم هم الذين قالوا «إنما المؤمنون إخوة» وهنا قيل لهم «أنصر أخاك».. أما من قتل نفساً زكية بغير نفس فقد احتمل بهتاناً واثماً مبيناً، وأنه كأنما قتل الناس جميعاً.. فالتحامنا «السوداني» ما كان يفرق بين «جوبا»و«الخرطوم» أو «كسلا» و«رمبيك»، ولا أنسى أنني نزلت يوماً بمطار ملكال، وفي ذهني أن أنزل على أرض «أحمد الرضي جابر» رئيس المجلس التشريعي باقليم الجنوب آنذاك.. فإذا بأحد زملائي من دينكا رمبيك- وهو ضابط بالدفاع المدني يدعى «موسى دوت توكريال»- يجدني بسلم الطائرة فعانقني ورفض أن أذهب لمنزلي المحدد، وأبى إلا أن أنزل معه بداره هو، فلم استطع الفكاك منه وحين علم «أحمد الرضي» رفيق الشهيد «ابوقصيصة» كشهيدين حين علم بذلك ألمح لي أن آتيه زيارات مرة ومرة بمنزله، فمكثت أسبوعين هكذا وتدب الحياة والعادات ولنا لهجات منها «عربي جوبا» المليح.. ورأس الرمح في كل هذا تنافس الأديان، ليعرف الناس أن خاتمها هو الأمثل، وبالتجربة، وبالأمر الالهي الأعلى، وبتزاحم وسائل التواصل والتخاطب، تزاح تعقيدات كثيرات، وهدفنا الأسمى هو أن تسود «الملة» المحببة، والتي تصنع وتضع في الأجيال حب التفوق واتقان المناشط، وطهارة البيئة والسلوك، ثم الاحترام والتقدير المتبادل لدرجة أن يقال لنا «.. وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما.. فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ الى أمر الله..» فالاخاء والتلاحم أن تجد «علي تميم فرتاك» من «راجا» ببحرالغزال و«عبد الحميد موسى كاشا» من الضعين، تجدهم وغيرهم حول «أم دافوق»، يرمزون بذلك لجيرانهم من افريقيا الوسطى، وتجد مثل ذلك في بحر العرب عليه «الخير الفهيم» والقائد الميداني «ملونق» تجدهما يضربان المثل لمن حولهم إلا حدة أو تباغض بيننا.. فبحرالعرب يسعنا جميعاً، وإن اعتدى جيش بصورة سافرة على «هجليج» وهي دار حقول النفط الأصيل والمنشآت، وبها نظم الربط والتمدد الباهر، فمن اعتدى عليها ينصح بالحكمة ولفت النظر وهم -«اي المعتدون»- يعولون على تداخلات الدول الأخرى، وينسون انهم يقاتلون ويعتدون بروح الجاهل، الذي لا يعلم ولا يدري الى أين تتجاذبه خطواته، ويكفي عبرة ما كررناه كثيراً أن تجربة الدول الأوربية الصغيرة هنا وهناك، حيث رجعت للتوحد في كل شيء وإن احتفظ كل منهم بمنزله و«أوانيه» وأسرته.. وله باب يطرقه الداخلون فإن كان في الماضي قصر نظر وعمى وصعوبات في التأويل والإدراك، فإن اليوم أمر وظرف آخر، وأنتم تقولون دائماً«رحم الله امرئ عرف زمانه فاستقامت طريقته» وهي من هدى النبي المجاهد «محمد صلى الله عليه وسلم»، والتحديات كذلك تصنع المعجزات، وخاصة إن كانت في الدين والأرض وإيقاف الضخ والتصدير هنا يكون اعلاء «الجدار» على مسافة 40 كلم جنوب «أم دافوق» ويأتي بمسافته تلك «بالميرم» بحر العرب ويمر على «الرقاد» العربية جنوب هجليج، ويقف الجدار على امتداد الشريط الجغرافي العازل بين هؤلاء وأولئك، هكذا دون أن ندرك نحن في ظرفنا الحالي لاندري خطوات شباب الغد، فقد يرددون كلهم «لا اله الا الله» عاصفة.. وللجدار ناسفة، وليأت «مبارك حسين أبو آمنة»- أوباما- السواني رئيساً يصلي بالمسجد الأبيض بالقصر والله أكبر