أولاً نهنئ الشعب السوداني الكريم بهذا النصر الذي أعاد لنا سيرة قوة الإنسان السوداني، وعزز الثقة في الجيش السوداني، وما كان هذا لولا وقفة الشعب السوداني بكل ألوان طيفه، قبائل، وجهات، وسحنات، وأحزاب مختلفة، وهذه وقفات ومحطات وعبر من باب التقييم والتقويم، ليستمر العطاء بفهم ورؤى ثاقبة المحطة الأولى: تلاحم الشعب وتوحد الجبهة الداخلية، وظهر هذا في الدعم المادي والمعنوي الذي زان الفترة الماضية، كما ظهر في سيول المسيرات العفوية التي اجتاحت كل مدن السودان. المحطة الثانية: هي كيفية إدارة الأزمة من خلال التنسيق الكبير بين الجهات المختلفة سياسية أو عسكرية، كل يعين الآخر، وإذا نظرنا الى أسباب الأزمة نجدها مرتبطة بإتساع الرقعة السودانية، وكثرة الجبهات، منها ماهو معلن ومنها ماهو لم يصل الى وسائل الإعلام.. كل هذا يضفي حملاً ثقيلاً على القوات المسلحة، وهي تسد الثغور وتتوزع على طول الحدود شرقاً وغرباً، شمالاً، والجنوب الجديد للسودان الجديد.. هذا بجانب التحديات الاقتصادية التي القت بظلالها جراء الانفصال... أما إفرازاتها فتظهر في الهم والغضب الذي جثم على صدور الشعب السوداني طيلة الفترة الماضية، ولا نقول إن الشهداء هم خسائر وكذلك الجرحي، بل هو ابتلاء وامتحان لهم ... نسأل الله ان يتقبل الشهداء ويشفي الجرحى، ويعيد لنا أسرانا سالمين غانمين . المحطة الثالثة: هي الفهم العميق الكبير في تكتيك الدخول الى هجليج، والزمن الذي أخذه، حتى تكون الخسائر المادية وفي الأرواح بسيطة، وللحفاظ على آبار النفط دون مساسها بآلة الحرب هذا ما حدث- والحمد لله- إلا من بعض الحرائق التي جارٍ الآن حصرها بواسطة وزارة النفط.. ونسأل الله أن تكون بسيطة... المحطة الرابعة: هي الوقفة الإعلامية الكبيرة التي هي المفخرة للإعلام السوداني.. وهذا الظهور القوي والرأي الواضح من أجل تماسك الجبهة الداخلية، فقد وصلوا الى ما يصبون اليه بكل الجرأة والمهنية العالية في عالم الصحافة والإعلام... التلفزيون القومي، الشروق، النيل الأزرق، وقناة أم درمان الفضائية، الصحف، الإذاعات المختلفة.. وكلهم كان لهم القدح المعلى في استنفار الجماهير، ووضعهم في الصورة أول بأول.. لهم أعمق تحية وتقدير، فقد أثبتوا أنهم على قدر التحدي، وعلى قدر المسئولية المهنية، وعلى الآلة الإعلامية أن تضع خططاً مستقبلية طموحة صالحة لكل الظروف، لتضيف الى ماهو عندها من رصيد كبير ومؤثر في الرأي العام... المحطة الخامسة: هي استمرار النفرة والاستنفار، حتى يتم تحرير كل شبر من ربوع هذا البلد الحبيب، فقد أعلنها السيد رئيس الجمهورية، وقد سمعتها صباح اليوم، أن تستمر حملة الاستنفار والتعبئة العامة في البلاد، وهذا فهم كبير لنفسية الشعب السوداني الكريم، فقد أثلج صدر الأمة السودانية.. المحطة الخامسة: وهي ضرورة ترتيب الأمور وإعادتها الى طبيعتها، وترتيب البيت من الداخل.. وترتيب القوات المسلحة وإعادة تسليحها، وتوزيعها بما يحفظ مكتسبات هذه الأمة... وسد الثغرات. المحطة السادسة: أن يستمر الضغط الدبلوماسي على المستوى الاقليمي والعالمي، من أجل فرض عقوبات واضحة على جنوب السودان، والابتعاد النهائي عن الأراضي السودانية... ليتماشى المجهود الحربي مع القواينن والأعراف الدولية.. التحية للقوات المسلحة التحية للشعب السوداني التحية لكل وسائل الإعلام الراشدة التحية لكل الأحزاب التي وقفت وتلاحمت من أجل سودان واحد موحد، وهذه كلماتي أهديها للشعب السوداني الكريم: ونسجت فيك أحلى الكلام ضحيت عشانك يا وطن لبيت أوامر الارتحال حاضر دوام مافيك ظن أنا ظني فيك إنك ملاذ إنك أمان كل الزمن وعشانك إنت اموت عزيز بتخطى بيك كل المحن كل الدروب بتودي ليك والراي سديد مافيهو عن دايماً مكانتك في الفؤاد جوه القليب راحة وسكن أصلو البلد دايرة البقيف في الحارة ما يرمش جفن وتعالوا نتماسك شديد للراية نرفع دون تمن والخير كتير في الشعب دا شعب الصمود كل الزمن