صناعة الخبز من الصناعات التي لم تتطور في بلادنا ولم تسهم الآلة كثيراً في تطويرها وتطهيرها من الملوثات البشرية، ادخل على أي غرفة لإعداد الخبز بالمخابز الآلية أو البلدية ستجد أن 99% من العمال الذين يعملون في إعداد عمليات تجهيز الخبز لا تنطبق على هيئتهم الشروط الصحية ملابس رثة، العرق يتصبب من أجزاء الجسد كله، الأكف تتعرض لكل الملوثات ولا واقٍ يحفظها من هذه الملوثات، الطاولات التي تحمل الخبز في المخابز البلدية أو الصواني للمخابز الآلية كلها تفتقد لشروط النظافة , المحسنات من المواد التي تستخدم فى صناعة الخبز لاتزال بعض المخابز تستخدم المواد الكيميائية التى توقفت الكثير من البلدان عن إضافتها لتحسين الخبز وإن كانت الحملات التي شنتها السلطات الصحية قبل أكثر من عام على مواد بروميد البوتاسيوم وغيرها قد حققت نجاحاً كبيراً في منع استخدامها وحظر استيرادها وإن تسربت من بعض منافذ التهريب إلا أن استخدامها لم يعد كما كان قبل ذلك .عرض الخبز فى المخابز وبيعه يحتاج إلى كثير من الإجراءات والتوعية لاحظت أن أربعة من خمسة مخابز أحصل على الخبز منها يستخدم البائع بصاقه لبل أصابعه حتى يتمكن من فتح «الكيس» الذي سيودع فيه الخبز ألا يدري هذا البائع أنه بهذا الفعل يلوث كل الخبز الذى ستحمله أصابعه وينقل بعض الأمراض التى يحملها البصاق وما أكثرها . وبهذه النسبة العالية سيكون 80% ممن يحصلون على خبزهم من المخابز من أكلة الخبز المبصوق عليه، والله أقف حائراً فى كثير من الأحيان هل أعيد الخبز ؟ هل أنبه البائع؟ هل أرصد قطعة الخبز الأولى التى حملتها أصابعه الملوثة ببصاقه لرميها واستفيد من المتبقى؟ ألا تحتاج مثل هذه الأشياء إلى توعية أو رقابة صاحب المخبز؟ .ألم يحن الوقت لإعادة النظر فى جميع مراحل صناعة الخبز بالبلاد وننتقل من مرحلة إنتاج الخبز الحالية «اليدالى» إلى صناعة خبز سوداني لاتمسه الأيدى حتى يصل إلى المستهلك . نحن نقدرمجهود إنتاج بعض الخبز غير السوداني الذى يعرض فى الأسواق حالياً ولكن لماذا لاننتج خبزنا السوداني بمراحل صحية ونظيفة والآلة التي تصنعه ينتجها بشر وفى إمكانهم تطويعها لتناسب الطلب لخبزنا التقليدي والأنواع العصرية وبكميات تكفي عشرات الآلآف من المستهلكين للوحدة الإنتاجية وفى ذلك تقليل لفاقد الدقيق وترشيد العمالة وضبط الوزن. ما الحل يا اتحاد أصحاب المخابز؟ رضينا نقص الوزن وتضاؤل رغيف الخبز ولكن لن نرضى بازدراد الخبز الملوث بالبصاق.