في السنغال جرى تعيين المغني يوسو ندور وزيرا للثقافة والسياحة ، لكن الأمر مختلف تماما في السودان ، ولا أتصور أنه يمكن تعيين مغنية أو مغني أو حتى شاعر أو روائي في منصب وزير ، أقول لن يتم تعيينه حتى لو نمت للتماسيح قرون ، مثل قرون صاحبنا أبو عمامة سوداء الذي يسير عكس السائد والمألوف في السودان بعد أن تم شراؤه بالمال الإيراني ، يخرب بيت سنين تفكيرك يا هبيل . على فكرة الراحل الكبير محمد أحمد محجوب رئيس الوزراء الأسبق ربما يكون المبدع الوحيد الذي تسلم منصبا وزاريا رفيعا وبعدها أصيبت الجهات المختصة في السودان بالعقم وخاصمت تعيين المبدعين ، المهم يبدو أن هناك عداء مستحكما بين الحكومات المتعاقبة وآليات تعيين المبدعين في مناصب حساسة جدا . حتى المحسوبين على المشهد الفكري والثقافي من الذين جرى تعينهم في مناصب وزارية منذ إستقلال السودان وحتى تاريخه أقصد العهد الإنقاذي فإن هؤلاء ، لا يعرفون من الإبداع الأ إسمه وإليك أعني فأسمعي«يا جارة الوادي طربت وعادني ما يشبه الأحلام من ذكراك ». الله الله يا ولد زيدنا كمان وكمان . صدقوني يمكن أن يظل المشهد معتما أمام المبدعين الباحثين عن منصب يسيل له اللعاب طالما أن المبدعين أصلا في الوطن الجريح مطاردين بالبؤس ومعظمهم يكسبون قوت يومهم بالعافية ، ويقضي الواحد منهم « يومه خنق» من أجل تأمين لقمة العيش في هذا الزمان الصعب . لكن السؤال الكبير هل يمكن أن يكون المبدع أهلا لتحمل المسوؤلية أم أنه سوف يجعل المسألة هردبيس ، وتصبح الوزارة تكية وملجأ لأصحاب الحاجات من العاملين في المشهد الفني والأدبي ودقي يا مزيكا لحن الطنبور . أقطع ضراعي ولساني لو أن مثل هذا السيناريو لم يحدث إذا جرى مثلا تعيين أحد الفاعلين في الحراك الثقافي أو الفني وزير ثقافة أو إعلام مثلا . المهم أقولها بالفم المليان أن الشاعر أو الفنان أو أي مبدع لايمكنه إدارة دفة وزارة أو غيرها أقصد هنا المبدع ولا غيره ، ولكن في المقابل يمكن لأي شخص عادي نعم أكرر عادي من المنسوبين للفعل الفني أو الثقافي أن يدير المنصب أكثر من المبدع ، والدليل على ذلك أن نقابات الفنانين وإتحادات الكتاب والصحافيين والذي منه دائما تحمل في رئاستها أشخاصا غير مبدعين أقول هذا والشخص الذي يزعل ويلوي بلوزه شبر وشبرين عليه أن يتكل على الله ويشرب من النيلين الأبيض والأزرق . وفي السياق نفسه غالبا ما نجد مثلا المدير الطبي في المستشفى أو رئيس نقابة الأطباء لا ينتمي إلى قائمة الدكاترة الماهرين ولله في خلقه شؤون ، وأذكر أن وزير الثقافة المصري السابق فاروق حسني وهو فنان تشكيلي حدثت في عهده خروقات كثيرة وعمليات فساد مالي كبيرة في وزارة الثقافة المصرية وبعد الثورة جرى طرده على أنغام عشرة بلدي . مرة أخرى بصراحة هناك وزراء ومسؤولون في السودان يعدون أنفسهم من المبدعين وبعض هؤلاء سبق وأن كتب نصوصا تعيسة تجعل الإنسان يكركر من الضحك .. وأقول لهؤلاء عديييييل كده ههههههه وين وين تلقوا زي ده .