تقول الإحصائيات أن حوالي ثلاث آلاف جريمة شرف اُرتكبت في المملكة المتحدة خلال العام الماضي، وجرائم الشرف لا تحدث فقط فى البلدان العربية أو المسلمة ولكنها تحدث أيضاً فى البلدان الغربية. وكشفت منظمة حقوق النساء الكرديات والإيرانيات (إيكورو) إن حوالي 500 من تلك الجرائم سُجِّلت في العاصمة لندن لوحدها. وقد إزدادت هذه الجرائم بنسبة 47 بالمئة خلال الفترة المذكورة. وجرائم الشرف هي الجرائم التي يقوم من خلالها الذكور بقتل الإناث لأسباب تتعلق بخياراتهن في الحياة، ومن ثم يدعون أن هذا القتل تمّ للحفاظ على الشرف، أو لغسل العار. وتكون أسباب هذا القتل عادة مبنية على خيار المرأة بالزواج من رجل من دين آخر، أو طائفة أخرى، أو عشيرة أخرى. أو من رجل لا يرضى به الأهل زوجاً لها. أو بسبب قيامها بممارسة جنسية خارج إطار الزواج، أو قبل الزواج. أو لأنها أحبت، أو شوهدت مع شاب ما. وجرائم الشرف ترتكب في مناطق كثيرة من العالم، وتكثر في الدول الإسلامية وخاصة أفغانستان، وباكستان، وإيران، والأردن، وسورية تحت وطأة إعتقاد شعبي أن الأديان السماوية تدعم هذا القتل، وبسبب الحماية القانونية التي توفرها بعض هذه البلدان للقتلة إذا أثبتوا أن دافعهم كان شريفا. وتختلف حساسية الأسباب حسب مناطق مختلفة من العالم. وتعتبر جرائم الشرف نوعاً من القربان البشري الذي تقدمه الأسرة للمجتمع المحيط تلبية لرغباته بضبط سلوك النساء وفق ما قرره هذا المحيط، ويحمل رسالة واضحة من القاتل وأسرته فحواها أنهم قاموا بإزالة أسباب رفض المجتمع لهم، فأقبلوهم مجدداً. وهذا ما يفسر المبالغة الشديدة في طقوس القتل، حيث عادة يكون قتلا علنياً وإحتفالياً في مكان عام،. وغالباً ما تشارك نساء العائلة فيه بإبراز فرحهن بالقتل كنوع من التطهر العلني مما قامت به الضحية. وُسميت بهذا الإسم كنوع من التمييز لها عن الجرائم الأخرى، عبر ربط الجريمة بالسبب الذي يدعي القتلة أنهم قتلوا من أجله: الشرف. ويعتبر الجناة أبطال ضمن مجتمعاتهم، وذلك لأنهم يعتقدون أنهم بذلك إنَّما يدافعون عن شرف وسمعة العائلة والمجتمع أو الجماعة التي ينتمون إليها. وقد أطلقت حملات كثيرة مناهضة لجرائم الشرف في العالم. بعضها محلي، وبعضها عالمي. مثل حملة في الأردن توصلت إلى تعديل المادة 340 التي تحمي القتلة بهذا العذر، وكذلك حملة نساء سورية بعنوان: الحملة الوطنية المناهضة لجرائم الشرف، والتي انطلقت في أيلول 2005، وما زالت مستمرة حتى اليوم. وهدفت إلى إلغاء المادة 548 من قانون العقوبات السوري التي تمنح القتلة إعفاءاً تاماً من العقوبة، أو تخفيفا يصل إلى ستة أشهر. وغالباً ما تحاول الأسر إنكار وجود جرائم أو إعتدءات شرف، كما أن من إرتكبوا هذه الجرائم يحظون عادة بإحترام كبير في أوساط تلك الأسر أو الجاليات، وضحايا جرائم الشرف لا تحظى غالباً بالدعم الكافي، إذ أن العديد من أولئك الضحايا يحتاجون إلى مساعدة وحماية على نحوٍ متواصل. وتقول رابطة كبار ضباط الشرطة في بريطانيا (أكبو) أنها وضعت إستراتيجية لمكافحة جرائم الشرف ترمي إلي قياس حجم المشكلة في البلاد، ووجهت بأن تبدأ كافة أقسام وأفرع الشرطة في إنجلترا وويلز بتسجيل عدد الحوادث المتصلة بجرائم الشرف، والتي تتمكن من رصدها. وعلى الرغم من أنه لا يوجد ثمة دليل وطني لرصد جرائم الشرف في أسكوتلندا، إلاَّ أن 45 من أصل 52 قسماً أو فرعاً للشرطة في بريطانيا قد طبّّقت توصيات إستراتيجية أكبو، كما أنه قد تدريب توعوي لازم في هذا المجال.