ونحن نرقب بقلوب واجفة .. وأبصار خاشعة .. وأطراف راجفة .. نتيجة إمتحانات شهادة الأساس للعام 2012 .. لنحصد ما زرعنا .. ونتذوق حلاوة الجهد المتواصل لعام ملئ بالتحديات .. ونمني النفس بالبشريات .. ونصب أعيننا سهر الليالي .. ورهق النفوس .. ولم يخب ظننا .. ولا اهتزت ثقتنا في أنفسنا .. عندما أذيع اسم ابنتي صفاء .. الحائزة على المركز الثالث بالولاية بمجموع 278 .. فغمرتنا والأهل والجيران الفرحة .. وحمدنا الله الحكم العدل .. الذي عوضنا الخير وأثلج صدورنا .. وشفى لوعة نفوسنا .. وانتبهنا بعد أن هدأت الفرحة قليلاً لنسمع بقية صديقاتها وزميلاتها .. اللائي كن في سباق محموم معها طوال العام من شدة التنافس.. صحيح أنها وبعون الله كانت تتفوق عليهن إلا أن الأمر لم يكن سهلاً أبداً .. وكان الفارق دائماً ضئيلاً لا يتعدى«الدرجة والدرجتين» حتى امتحان الشهادة التي أتى فيها السيد الوزير يحي مكوار .. بما لم تستطعه الأوائل .. وتوقف فقط عند المركز الثالث .. أي أنه أذاع أسماء من أحرزوا المركز الأول والثاني والثالث فقط .. وكلهم لا يتعدى المائة والخمسين طالباً وطالبة .. في كل المحليات .. وتسبب ذلك في حزن وألم شديد لبقية المتفوقين والناجحين.. فالتفوق عندنا في السودان يرتبط بشكل كبير بإذاعة الأسماء ولا أعرف لم حرم الطلاب الحائزين على المركز «الرابع والخامس» من الإذاعة مهما بلغ عددهم .. وماذا سيضير السيد الوزير ومرافقيه في المؤتمر لو أدخلوا الفرحة في قلوب الأسر التي بذلت جهداً ووقتاً ومالاً ومن حقها أن يتوج كل ذلك بالتكريم والإذاعة.. إن العام المنصرم كانت النتيجة أكثر تنظيماً حيث أذيع «المائة الاوائل» من كل محلية على حده .. لذاشمل التكريم خمسمائة أسرة .. وبما أن نسبة النجاح والتحصيل هذا العام كانت أعلى .. فمن حق التلاميذ أن يحصدوا ثمار جهودهم.. !! زاوية أخيرة: أن نتيجة شهادة الأساس لا تخضع لأي معيار محدد .. وتكون في كل عام حسب مزاج الوزير .. قننوا المسألة واضبطوا المعايير حتى لا تستبدلوا الفرحة بالغبن..!