كانت حياتنا تستمر عاديه جداً.. نصحو من النوم.. نشرب.. نأكل.. نتكاثر.. نتسامر.. ونحضر المسلسلات التركية.. والأفلام الهندية.. وشيئاً من المصارعة.. وأفراح أفراح.. مثلنا مثل كل الناس في البلد.. حياتنا هادئه.. نشكو من الغلاء.. ونتابع الدولار وهو يطلع وينزل.. وفي أمان الله.. مرت الأيام ولمحنا ذات يوم فأراً صغيراً يسعى بين حجرة النوم والمطبخ.. فطاردناه فاستطاع أن ينجو من ضربات الأحذية.. والمقاشيش وغيرها مما وجدناه في طريقنا.. في البدء قلنا إنه مجرد فأر صغير فلننساه ولنطنشه.. لكن فكرنا في أن نحضر قطة ونربيها لتكون له بالمرصاد.. أحضرنا القطة وأطعمناها.. فولدت قططاً أربع.. كبرت بفضل الرعاية والاهتمام.. الفأر ود الفأرة.. كان راجل خلي يطلع بعد أيام ظهر الفأر وقد نما واستطال وأصبح في زهو الشباب طاردته القطط فاستطاع أن ينجو منها.. لكن هو لا شك سيقع فى قبضتهن المرة القادمة.. الكدايس التي ولدتها الكديسة ذاتهن حبلن وولدن مثنى وثلاث ورباع.. فامتلأ البيت بالقطط.. ولم نأبه لتكاليف اللبن الذي يقدم لهن.. وبقايا الطعام التي ندخرها لهن.. كل ذلك هان في سبيل أن يكنّ للفأر بالمرصاد.. فألفار بجانب أنه حسود يسبب الطاعون حسبما جاء في الأخبار القديمة. الكدايس اللاتي ولدتهن الكديسة وولدن.. ذاتهن ولدن.. وأمتلأ البيت بالقطط فأصبح ناس الحي يتهامسون.. قال الخبثاء الموضوع ده فيهو إنِّ.. وبدأوا يتساءلون الناس ديل بربوا الكدايس لى شنو..؟ وكل يخمن.. ويجتهد في البحث عن مبررات منطقية.. عندما يسألوننا نقول: بكل بساطة أصلو الحقيقة جانا فأر.. بعدين الفأر ده.. ونحكي الحكاية ونعيد.. بعض حواجب الدهشه ترتفع وتنخفض.. وتنتهي كلها بعبارة الحكاية دي فيها سر.. الشاهد إننا لمحنا الفأر مرة أخرى أصبح ضخماً.. كبيراً عندما هجمت عليه القطط.. وقف على رجليه.. وكأنه ود بني آدم.. فتراجع بعضها.. وبعضها اتنفش. بينما عاد الفأر إلى جحره وهو يتضرع كأنه جون سينا.. الناس يتكلمون عن ظاهرة ناس البيت البربو الكدايس قالوا عشان الفأر.. فأر؟! ده علينا نحن.. قررنا التخلص من جميع القطط.. عندما ظهر الفأر للمرة الرابعة.. وأصبح يطارد القطط وهي تجري في هلع مريب.. لذلك قلنا نتخلص من القطط بشتى الطرق.. ولكن هيهات.. أخيراً قررنا أن نرحل من البيت.. وسبناه للفأر.. وللكدايس الخائبة التي جبناها فزعة.. وبقت وجعة.