لم نكن نملك مفاتح الغيب.. فإنه لا يملكها إلا هو.. ولا نقرأ الكف ولا الفنجان.. ولا نضرب الرمل ولا نرمي الودع (نكشكشو ونوشوشو..) عندما كتبنا أمس الأول عن الأزمة القادمة بين بلادنا والفيفا، جراء النزاع القائم بعد حرمان د. كمال شداد رئيس الاتحاد العام لكرة القدم لدورتين متتاليتين، استناداً على مواد بعينها في قانون هيئات الشباب والرياضة تبيح- (استثناءً)- ترشيح من قضى دورتين متتاليتين لدورات أخرى.. وفق تقدير الوزير.. و(كانت الغنماية في الخلا والطيرة في السما- كما يقول شهيد الصحافة محمد طه محمد أحمد- وأرجو أن لا يتدخل المصحح فيضع (همزة) على السطر بعد كلمتي الخلا والسما.. فحذف الهمزة جائز في لغة العرب، وأنا زول خلوة وأحفظ برواية ورش ما تيسر.. لذا لزم التنويه.. آه يلا خموا وصروا.). إذن فالكل يعلم أن للفيفا قانونها والذي لا يخالفه قانوننا.. بالمناسبة والكل يعلم بأن لشداد عناده وجبروته وعلاقاته.. واخفاقاته.. وأنه لن يبلع قرارات المفوضية.. وهو العليم بقوانين الحركة الرياضية، محلياً ودولياً، ويعرف أكثر من غيره من أين تؤكل الكتف!! وهو لا يرضخ للهزيمة من الجولة الأولى.. ولا يرضى بغير المنازلة مستخدماً الأسلحة (المحرمة وطنياً) المباحة دولياً.. والحال هكذا كان يمكن الأخذ برأي الوسطاء الحادبين على مصلحة البلاد العليا، ومنهم أبو القوانين الأستاذ محمد الشيخ مدني رئيس المجلس التشريعي لولاية الخرطوم، والقيادي بالمؤتمر الوطني.. والرياضي وأستاذ الرياضيات.. الموثوق في صدق نيته، وخلاصة تجربته، بعد أربعين عاماً قضاها في دهاليز الرياضة والرياضيات.. ومنظمات المجتمع المدني والحكومات.. ولكن النظرة الضيقة وعمى البصيرة اختزل المذكرتين الضافيتين التي وجه أبوالشيخ إحداهما للسيد حاج ماجد سوار وزير الشباب (الجديد جداً) على مشاكل الرياضة ودروبها.. والثانية لسعادة الفريق أول بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية.. لكنهما أختزلتا في مقولة (إن محمد الشيخ صاحب شداد- وهذا صحيح- لكن الصحيح أيضاً أن محمد الشيخ وضع تصوراً للخروج من عنق الزجاجة، عند تفاقم الأزمة، بأن تنعقد الجمعية العمومية للاتحاد، وتجيز بنداً واحداً، وهو تأجيل انتخابات الاتحاد الى ما بعد تنظيم نهائيات بطولة الأمم الافريقية، والجمعية العمومية لاتحادات كرة القدم الافريقية المقررة في فبراير القادم في بلادنا. وأورد العديد من السوابق لذلك!! ولأن المقدمات الخاطئة لا تقود إلا لنتائج خاطئة، وهذا قانون وقاعدة ذهبية.. فقد مضت المفوضية في اجراءاتها لا تبالي (بالرياح) كسفينة الإنقاذ التي عصفت بها كل الرياح، ففاوضت الأعداء، وسلمت مقاليد الحكم (للخوارج)، وهذه تسمية مجازية باعتبار ما كان.. وفاوضت النهابين، واللصوص، وقطاع الطرق في دارفور، تحت مسميات (الحركات)، وهذا أيضاً تعميم مني غير عادل، فهناك في دارفور أزمة حقيقية.. وبالتالي هناك حركات و(بتاعين حركات)، ودخلت القبعات الزرق تحت سماء بلادنا الصافية.. ورضينا من قبلها بقوات الاتحاد الافريقي.. ودخلت قوات SPLA الخرطوم بمدرعاتها، ولكن بلا موسيقى.. وها هو الاستفتاء على حق تقرير المصير يدق أبواب قلاع الوحدة.. وها هو النظام المصرفي الربوي يتمطى في ازدواج واضح في جزء عزيز من بلادنا، وها نحن نتحدث اليوم عن قصور الصيغ المصرفية الإسلامية في تلبية احتياجات بلادنا للتنمية وإعادة الإعمار.. فكيف لا نعترف بقرارات الفيفا؟! يا سادتي أنا احتاج لفهامة.. أو بالأحرى الى (دربكين)، ليفتح ثقباً في نافوخي ويدخل فيه تصريحات الأخ الكريم الأستاذ حاج ماجد سوار وزير الشباب والرياضة، التي تقول: (إن الحكومة لن تعترف بقرارات الفيفا.. وكم كان شداد حازماً وجازماً عندما أطلق أول تصريح له بعد انتخابات الاتحاد العام قال: (ده حيكون اتحاد محلي)) وهذا ما سيحدث بالفعل بعد انقضاء المهلة التي حددتها الفيفا، فلن يواصل الهلال مشواره التنافسي افريقياً، ولن تستضيف بلادنا نهائيات كأس الأمم الافريقية، ولن تجتمع الاتحادات الافريقية عندنا، والحل في الحل وإعادة الانتخابات، واسقاط شداد بالأغلبية البسيطة، فالجمعية العمومية للاتحاد تتكون من (72) عضواً، (25) منهم ضد شداد، ولو تعلق بأستار الكعبة وأنزل المن والسلوى.. ويستطيع المؤتمر الوطني أن يضمن من الخرطوم والولايات (12) عضواً فقط يصوتون لصالح مرشحهم المفضل.. ويذهب شداد لمنزله بالدرب العديل، ويتحدث قليلاً أو كثيراً عن الأساليب الفاسدة، وعدم الشفافية، وانعدام النزاهة.. وهلم جرا. كنت قد حدثت نفسي، واتصل بي أشخاص ذوو وطنية خالصة، وفهم عميق، بعد نشر مقالي (ما تشدها يا شداد)، لنقود مبادرة إعلامية لتفادي تلافيف الأزمة القائمة، استناداً على الجودية والتذكير بأن معظم انجازات اتحاد شداد، إنما جاءت بالدعم اللا محدود، الذي كان يقوم به السيد الرئيس تأييداً وسنداً لشداد.. وأن شداد حتى لو فاز برئاسة الاتحاد محمولاً على أسنة رماح الفيفا.. فإنه لن يستطيع انجاز أي شئ مهما صغر، دون سند حكومي ورئاسي وحزبي، فسلاح العقوبات والمقاطعة الذي بيد الحكومة أمضى من أي (مساندة دولية) لاتحاده السوداني، لحماً ودماً وقانوناً وأرضاً، والاستفادة من قدرات شداد في موقع يتناسب مع مكانته المحلية والاقليمية والدولية، وإن كان العناد (ميزة) للصبية والصغار فإنه (عيب) في حق الكبار، وليتذكر شداد بأن الثورة (عندنا) لا تأكل بنيها وحدهم، ولكنها تأكل (آباءها) كذلك، وهو ليس الوحيد زمانه مهما علا كعبه أو زاد فقهه. (واحد حلفاوي زهجان من (مايو)، قال ساخطاً يحرق يوم الثورة) فحدجه (أمنجي) بنظرة حادة.. فأردف قائلاً (وخصوصا الحارة العاشرة) فالحكاية مخارجة. وهذا هو المفروض،،