صاحب الاحتلال المفاجيء لمدينة هجليج من قبل الجيش الشعبي لحكومة الجنوب خوف كبير بين المواطنين.. وقلق واضح على وجوه المسؤولين بالدولة لما تمثله المنطقة من أهمية اقتصادية لوجود البترول بها والذي أصبحت تعتمد عليه الدولة بعد خروج نفط الجنوب من دائرة الإقتصاد الوطني، وعلى ضوء تلك الأحداث شهدت مختلف مدن البلاد إختفاءً لبعض السلع واصطفاف السيارات للحصول على الوقود وخاصة بعد إعلان الدولة إتجاهها لإستيراد بعض الكميات من الوقود حتى تتمكن من مواجهة حالة الطوارئ إلى حين عودة هجليج إلى حضن الوطن والوقوف على مدى تلك التأثيرات الإقتصادية قال الخبير الإقتصادي د. محمد الجاك إن الدولة كانت تعتمد على الإنتاج من حقول هجليج بنسبة 30% من إيرادات الموازنة وب60% من الإستهلاك المحلي.. والإحتلال أثر أولاً على المخزون للإستهلاك المحلي مما أظهر العجز الذي أدى إلى الإصطفاف بغرض الحصول على الوقود، لذلك لجأ الأفراد إلى زيادة الطلب على موارد البترول ولكن الدولة إستطاعت أن تخرج من المخزون لديها وتزود الطلمبات بكميات إلى حد ما، ولكن المخزون لايمكن أن تعتمد عليه لفترة أطول وبالتالي برزت الدعوة لإستيراد كميات من الوقود، وأشار الجاك إلى أن ذلك سيؤثر على الطلب من النقد الأجنبي وأسعار الصرف على الدولار مما يجعل معدلات التصاعد في الصرف متسارعة .... ثانيا المدة التي تحتاج إليها الحقول للعودة، وكلما طالت المدة كلما أدى إلى عبء أكبر على الدولة من ناحية الإنفاق الخارجي للبترول والسلع التي يتم إستيرادها من عائدات البترول، وبالتالي تتأثر أسعار المستوردات، وأشار الجاك إلى تأثر القطاع الخاص والصناعات التي تعتمد على مدخلات مستوردة وهذا سيؤثر على أسعار المدخلات وبالتالي ارتفاع التكاليف مما يؤدي إلى زيادة الأسعار في المنتج المحلي. وأكد الجاك على أن الدولة في الفترة الأخيرة اتجهت إلى زيادة التعامل مع الصين وطلبت منها فترة سماح للديون وهذا بالطبع إن تحقق يساعد في تخفيف حدة الطلب على النقد وسينعكس إيجاباً على الأسعار. وأبان الجاك أن هذه الظروف غير العادية والتي تمر بها البلاد سيكون لها تداعيات على الإستثمار الخارجي والتدفق المالي لسوق العملات، وهذه التداعيات ستكون تأثيراتها سلبية. وقال إن السياسات التي تبنتها الدولة من خلال البرنامج الإسعافي تحتاج إلى اعادة النظر في السياسات النقدية كشئ مصاحب للبرنامج الإسعافي لأن تلك السياسات قد تمت في الظروف العادية ولكن المستجدات التي حدثت تتطلب إعادة النظر حتى تتواكب مع الأحداث وأكد على البرنامج لن يحقق أهدافه التي من أجلها وضع ما لم يتم اعادة النظر وصياغة البرنامج بشكل جديد مشيرا الى أن حديث وزير المالية وبعض وزراء الاقتصاد في الولايات عن تحويل الميزانية للحرب اذا تم سيحدث تأثيرا في خطة البرنامج الاسعافي والذي يبقي القول أن عودة هجليج الى حضن الوطن سيفضي الى حل كثير من المشاكل التي صاحبت احتلالها وبعودة آبار النفط الى العمل حتما ستعمل علي معالجة بعض الآثار السالبة جراء التوقف المفاجئ وهذا ما يتوقعه بعض الخبراء والمراقبون.
