الاستاذ ابو العزائم .. البركة فيك وفينا وقبيلة الصحافة السودانية تفقد هرما اعلاميا باذخا سيظل مفخرة لصحافة السودان فى قاهرة المعز برحيل الاستاذ زين العابدين احمد رحمة الله عليه . لقد مثل لى رحيل الفقيد صدمة كبيرة ما برحت تسيطر على حتى اللحظة ، فقد كانت اول برامجى حين اصل القاهرة ان اعوده بالمستشفى بعد ان احيل الى العناية المكثفة عقب وصوله من الخرطوم للقاهرة بثلاثة ايام ..! كنت وصلت القاهرة فى ساعة متاخرة من ليل الاثنين .. 23 ابريل وفى سيارة التاكسى من المطار الى وسط البلد كنت احكى لزميلى محمد عثمان ( حبة ) عن تفاصيل حفل الوداع المصغر الذى اقيم للراحل الزين قبيل ثلاثة اسابيع بمنزل شقيقة الاستاذ الدرامى الفنان صلاح ببحرى المزاد ، وكيف ان الاحتفالية المصغرة ضمت جملة من زملاء الزين .. شخصك الكريم .. والاستاذ فتح الرحمن النحاس رئيس تحرير ( اليوم التالى ) والشاعر عبد الوهاب هلاوى والمخرج شكر خلف الله والاساتذة طه النعمان ومحمد نجيب محمد على وعوض محمد احمد وهيثم محمد السيد وشخصى وقد انضم الينا بعدها الفنان عماد احمد الطيب ( انظر الصور المرفقة ) .. كنت احكى تفاصيل تلك الجلسة اللطيفة وكيف رفعت معنويات الاستاذ زين العابدين الذى كان يقاوم وحتى اخر لحظات حياته ويلات المرض متحملا الابتلاء فى اناءة وصبركبيرين وفى تلك الجلسة تناقشنا هموم المهنة ومتاعبها و اوجاع المبدعين فى بلادى وقد تخللتها القفشات وبعض المواقف الطريفة وكنت وقتها المح محيا الاستاذ الزين وقد تلونت بشلالات من الفرح والسعادة .. وقد كانت روحه المرحة حاضرة فحين فرغنا من الغذا ء بفناء المنزل قال حيث دلف الى الصالون : رؤوساء (التحرير) يدخلوا علينا بى جوه .. والباقين يشوفوا ميدان ( التحرير ) بى وين ..! .. ولم اكن ادرى وانا احكى عن جلسة الزين التى اقيمت لوداعه بمناسبة عودته للقاهرة .. لم اكن ادرى انها كانت لوداعه الاخير .. فبينما السيارة تعبر بنا احدى كبارى القاهرة المتعددة كان هاتف الزميل محمد عثمان يرن وعلى الطرف الاخر كان الخبر الحزين ينعى الزين اذ نقل الينا شقيقه صلاح الذى كان يلازمه بمستشفى معهد ناصر بشبرا أن الوفاة حدثت فى التاسعة بتوقيت القاهرة ولكن الاطباء لم يعلنوا الخبر الا بعد مرور ساعتين .. لحظتها اسودت الدنيا امام ناظرى وتحولت القاهرة باضوائها وضجيجها والوانها الى مكان كئيب وقفر موحش .. وتوجهنا على الفور من المطار الى المستشفى .. حيث سبقتنا اعداد كبيرة من السودانيين لتقديم واجب العزاء لشقيق الراحل صلاح .. وكنا نعزى بعضنا البعض ، ورغم الوقت المتاخر لاعلان الوفاة كانت الجموع تترى وكانت حواء السودانية حاضرة ايضا .. فالفقيد الراحل كان ابا واخا واستاذا للجميع ..! صباح اليوم التالى الثلاثاء كان مستشفى معهد ناصر يضج كذلك بجملة من اهل السودان بالقاهرة وقد جاءوا يتقدمهم طاقم السفارة السودانية برئاسة السفير الدكتور كمال حسن على الذى ام المصلين بالصلاة على روح الفقيد من داخل مسجد المستشفى .. لينقل بعدها الجثمان الى المطار فى الحادية عشر من صباح ذلك اليوم الحزين ليوارى الثرى بالخرطوم بحرى .. ! انا لله وانا اليه راجعون .. والدوام لله ..