إتجهت وزارة التربية والتعليم بولاية الجزيرة إلى فتح منابر حرة لمناقشة قضايا التربية والتعليم وإلاهتمام بقضايا الطلاب خاصة في مرحلتي الطفولة والمراهقة، وأثر وسائل الإعلام التي اجتاحت العالم من بينها البلاد، وبرزت قضايا النشء على الساحة كأبرز الظواهر التي تحتاج إلى وقفة من المختصين وفق مسؤولية إجتماعية مما ترسخ في العقل الجمعي السوداني، حيث حملت ندوة التناول الصحفي للقضايا الإجتماعية وانعكاساتها السالبة على النشء التي نظمتها وزارة التربية والتعليم وشاركت فيها جهات ذات إختصاص من بينها الإدارة العامة للمخدرات والإدارة العامة لحماية الأسرة والطفل بشرطة ولاية الجزيرة. وصحيفة آخر لحظة كأحد المنابر التي باتت تساهم في قضايا المجتمع خاصة المرأة والطفل والأسرة، ويشير رئيس إتحاد المعلمين بولاية الجزيرة- طه فضل الله في فاتحة الندوة مرحبا بالأستاذ عبد العظيم صالح ومباركا تلك الشراكة بين الصحافة والتربية والتعليم وأنه برغم الظرف الدقيق الذي تتعرض له البلاد لايعني ذلك أن ننسي القضايا الملحة علي الساحة الإجتماعية ، خاصة أن الشرطة والصحافة والمنابر الإعلامية أصبحت من العناصر المهمة في إدارة الإصلاح الإجتماعي . مدير إدارة مكافحة المخدرات العقيد معتصم عبد الرحمن قال : أن الحرب الحديثة هي حرب المخدرات فالتناول الإعلامي لقضايا المخدرات من قبل أجهزة الإعلام إيجابي . وتعتبر الصحافة منبر يساعد علي الكشف والقبض علي أصحاب تلك الجرائم . مما يعني سلامة التناول الإعلامي ولكن النكات وبعض مروجي النكات لأصحاب الخيال الخصب يمثلون دور سلبي لأن المخدرات وسيلة تعمل علي غياب العقل و الذين يتجهون إلي تعاطي المخدرات إما لأسباب التفكك الأسري وضعف الرقابة من قبل الأسرة ، وغياب الوازع الديني ، الفراغ ، الضغوط العاطفية ، ضعف الرقابة الصيدلانية علي صرف المواد والأدوية المخدرة . في السنوات الأخيرة ومن خلال الرصد أن الفئات العمرية بين 18 -5. سنة أكثر تأثرا با لمخدرات هنالك علاقة وطيدة بين حالات الإغتصاب للأطفال وجرائم القتل أن أصحابها 9.% يكونوا تحت تأثير المخدرات والخمور وخاصة التسول ، الدعارة التي هي مدخل للفقر . ويري العقيد معتصم أن المخدرات وترويجها نشاط اجتماعي مثل التجارة وغيرها في السودان توجد مناطق يروج لها وهي مناطق إنتاج في الردوم وولاية النيل الأزرق وعلي حدود دول الجوا ر من شرق البلاد وهي مناطق معينة يتم ذراعته بها ، النوع الأكثر إنتشارا هو ( البنقو) أو القنب الهندي . ويضيف أن أكثر الأنواع عالميا مثل الكوكايين وغيرها توجد في حيز ضيق إذ لاتنتشر بصورة كبيرة في السودان . مشيرا بأن السودان لديه إتفاقات دولية وإقليمية للقضاء علي ظاهرة المخدرات ،إذ أن القانون السوداني لا يعتبر متعاطي المخدرات في حالة طلبه العلاج والتخلص من الإدمان مجرم أو متهم عند إبلاغه شخصيا ، ولكنه برغم ذلك أشار إلي ضعف الجانب العلاجي وهو أبرز الأدوار التي قال أننا نطالب الصحافة للطرق عليها مع منظمات المجتمع المدني والجامعات . من خلال هذا السرد لايمكن أن تكون الصحافة سلبية وإذا كانت هنالك بعض حالات السلبية في النشر فهي محدودة . ويستهل الأستاذ عبد العظيم صالح مدير تحرير صحيفة أخر لحظة أن الصحافة ليست وردية في كل الأحايين وايجابية . لان كثير من إشكالات مدخلات الصحافة الورقية وارتفاع أسعار الورق والطباعة أثرت في التناول الصحفي فالصحافة السودانيةلاتسر في كل الأوقات ،بيد أننا لانستطيع أن نقول أن هنالك مدارس توجد مبادئ تحكم النظرية الإتصالية . ويواصل عبدالعطيم صالح أن الإعلام عملية اتصال لتبادل الحقائق والأخبار ، وهي عملية إنتاج تحتاج إلي توفير معينات العمل خاصة الدقة والمصداقية وهي موجهات ترسم ملامح الرأي العام وتشكيله تجاه اخطر القضايا . إذ أن المسألة ليست مطلقة . وهنالك نظريات تحكم العملية الإعلامية وفق النظريات السياسية . منها الشمولية والليبرالية ونظرية المسؤولية الإجتماعية الأخيرة هي المعمول بها في السودان ، الصحافة الموجودة الآن أفضل من الصحافة الشمولية ولكنها ليست مثل الصحافة الديمقراطية في فترات الحكم الديمقراطي ، تأثرت الصحافة السودانية بتقلبات الأنظمة السياسية فى السودان. رفعت الدولة يدها عن دعم مدخلات الصحافة مما يؤخذ عليها ،مما يجعل هنالك جيوش تعمل فى الظلام ، يمكن أن تسيطر علي الصحافة . وبالتالي إنحراف الصحافة كوسيلة لتصحيح الأخطاء الاجتماعية المعروفة ،فأخلاقيات المهنة الصحافية لاتختلف عن مهنة التعليم لأنها رسالة تربوية ، بعيدا عن الإبتذاذ . كثيرا من الناس ينظرون إلي الصحافة نظرة سلبية . خاصة تجاه الإثارة الإخبارية و القضايا الإجتماعية لنشر أخبار الجريمة ، غياب الشفافية ، وتدخل الدولة ولابد أن كل قضايا النشر يجب أن يفصل فيها من قبل القضاء وكثيرا من قضايا المجتمع لا يجري فيها التلوين لأنها تؤثر علي النشأ بل تحتاج إلي طرق وهذه نظرية المصداقية . وشددت مقدم شرطة ثناء الأمين عبد الرحمن علي ضرورة معا لجة النشر السلبي الذي يؤثر علي المتلقي كثيرا من الجرائم التي ارتكبها أطفال ناتجة عن النشر السلبي الذي يؤثر في شخصية الطفل . وهنالك جرائم ارتكبها أطفال أبعد من الإغتصاب ولكن تحتاج إلي طرق الإعلام لظاهرة الإغتصاب جعلها تنال حظها من التشريع و القانون . ونادت وزيرة التربية والتعليم دكتورة/ نعيمة محمد عبد الله والأستاذ إبراهيم الإمام المهتم بقضايا التربية وعدد من التربويين،كما نادت توصيات الندوة بضرورة التنسيق المشترك بين الصحافة والأجهزة الإعلامية والمؤسسات التربوية التعليمية بوضع خطة لمعالجة الفاقد التربوي والتقليل من مظاهر التشرد من المدارس وأن النشر غير المسئول يعتبر أحد معاول الهدم . وطالبت الوزيرة بضرورة أن تشمل الدراسات والبحوث أبعاد قضية مشاكل النشاْ والطلاب. وعقب اللواء جعفر بري مدير إدارة الثقافة بالجزيرة بضرورة التنسيق بين المركز والولايات لمواجهة خطر قضايا التربية والتعليم ونواحيه القانونية.