نحن بحمد الله مصابون بأنيميا السياحة ، أقولها بالفم المليان نحن كذلك رغم أننا نمتلك بانوراما سياحية يسيل لها اللعاب ، لكن التركيبة السودانية المتسمة بالصرامة والحمق ، وعشان ما تزعلوا محسوبكم العبد لله أول الحمقى السودانيين ، أقول لأننا مصابين بالحمق ، فإننا لا نستفيد من منظومة تباين الطقس السياحي الذي يتضمن سياحة الغابة ، الصحراء ، الجبال ، شواطيء البحر اللأزوردية ، وسياحة السفاري في مناطق المحميات الطبيعية ، وطالما أن الأمر كذلك تعالوا نستفيد من الأسماء الغرائبية للمدن والقرى في مختلف أرجاء السودان بهدف الجذب السياحي . وبهذه الطريقة يمكن جعل منظومة السياحة إحدى روافد الدخل القومي ، فضلا عن إننا لو شمرنا عن سواعدنا وتركنا الصرامة والحمق يمكن أن نوظف جيوش العاطلات والعاطلين الذين يزيدون عاما بعد الآخر في المشاريع السياحية المبتكرة ، أقول قولي هذا لأن جيوش العاطلين هم الذين قادوا ثورات الربيع العربي وإنطلقت الشرارة في تونس من العاطل محمد البوعزيزي الذي قلب موازين الحراك السياسي في تونس ومن ثم إمتد لهيب (الربيع أهو فات وإنتي ما جيتي ) إلى بقية البلدان العربية ، والسودان مرشح كبير لخوض ثورة ربيع ما أنزل الله بها من سلطان في قادم الأيام ، والله اعلم متى وكيف سينطلق هذا الربيع النائم في العسل الأسود والمهب بمليون ستين هباب . إذن ربما يكون الإعتماد على السياحة لتوظيف الجيوش العاطلة من الأهمية بمكان للهروب من رياح الثورة الربيعية . المهم حكاية الأسماء الغرائبية ربما تضعنا في المصاف الأول في منظومة السياحة في العالم وربما نستقطب نحو 10 ملايين سائح من مختلف أرجاء العالم سنويا ، إذا إستخدمنا الأسماء الغريبة للمدن والقرى للترويج لبرامجنا السياحية ، بالمناسبة أحدى القرى الإسكتلندية وقعت مع بلدة أمريكية إتفاق توأمة بينهما لكونهما يحملان اسمين غريبين ومتقاربين في المعني في نفس الوقت ، ويعنيان باللغة العربية « مملة » ومضجرة ، وذلك في مسعى من أهالي القريتين لجلب السياح من كل فج عميق لمشاهدة المضجرة والمملة ، وبطبيعة الحال فإن هذا النوع من السياحة يناسب الباحثون عن الأشياء الغرائبية .إذن نحن سنتفوق على جميع دول العالم في الأسماء الغرائبية وكذلك في الطقوس السياحية الخارجة عن السائد والمألوف .خذوا مثلا من الأسماء الغريبة في السودان ، كاب الجداد ، زقلونا ، أضان حمار ، صراصر ، خراج الروح ، فتة برنو ، ودعشانا ، حجر الطير ، فطيس ، وأم دقرسي إلى غيرها من الأسماء التي يمكن إستثمارها في جذب الباحثين عن السياحة الغرائبية .كما يمكننا أن نستثمر سياحية الطقس والرياح ، و الأعاصير لجلب السياح الأمريكان واليابانيين ، لكن على فكرة يمكن الإستفادة من سياحة الحروب في السودان وفي دولة جنوب السودان وما أكثر السياح الذين سيتقاطرون لمشاهدة حمامات الدم اليومية بين الاخوة الأعداء . ودمي وآلامي كله يا ظالم شان عيونك ديل .