لم نفق من صدمة قرار إعادة عوض جادين مدير وكالة السودان للأنباء.. ليس للقرار في حد ذاته.. وإنما لترتيبه في الأحداث، فقد حول- وبشكل مفاجيء- الأحداث إلى خانة مغايرة، وأدخلها في طريق مختلف، والآن وأثناء متابعتنا لمجريات الأحداث بعد عودة جادين واستقالة وزير الإعلام عبد الله مسار، فوجئنا بقرار آخر أعلن فيه قبول استقالة الوزير وإعفاء وزير الدولة سناء حمد، وظني أن لهذا الأمر ما بعده، وهو يستوجب أيضاً متابعة الأحداث.. فمسار رجل ذو ثقل قبلي، وتاريخ سياسي حافل، وسناء شخصية متميزة، حركت ملفات كثيرة منذ تعيينها- رغم صغرها -لكنها تحمل خبرة قوية في الإدارة.. واستطاعت بمجاهداتها الدخول في كثير من الملفات، أصابت أو اخطأت، لكن لها أجر الاجتهاد.. وظني أنها قد أعادت لوزارة الإعلام صوتها الذي بح، ثم انكتم في الفترة الماضية، ولم يكن لها وجود فاعل خاصة بعد تحويل الأجهزة التي تتبع لها لهيئات، وتحول الإعلام الخارجي لإدارة، بعد أن كان مجلساً يسمع ضجيجه من بعيد.. وقد حاولا نفض الغبار عن بعض الملفات بما فيها «النطق باسم الحكومة»، بعد أن أصبح للحكومة مائة لسان، لكن أهلنا يقولون «بيت الجدري ولا بيت النقري»، والجميع يعلم أنه منذ تعيين مسار في الوزارة ظهرت الخلافات بينه وبين وزيرة الدولة، رغم صمتها وإمساكها عن التعليق عما يفعله مسار، فهو وزيرها وهي تعلم كيف يمكنها التعامل معه.. المهم سادتي.. لعل مشكلة جادين كانت رأس جبل الجليد، لأن الملفات التي كانت تنتظرهما للحسم «تشيب لها الولدان»، وهي تحتاج للاتفاق أكثر من الاختلاف.. فقد قوى رأس تلك الهيئات، وبدأت تستأسد إداراتها.. ولابد من أن تحل بطريقة ممرحلة.. وبدون ضجيج، لكن المشكلة أن كل المؤسسات التي تتبع لهم لا تستطيع أن تمنحك المعلومات.. لكن رغم ذلك لم نتوقع أن تصل الأحداث إلى هذا الحد، فقد باتت وزارة الإعلام «وفؤادها» خالياً من وزير أو وزير دولة.. والملفت للنظر أن مدير سونا الذي تصاعدت بسببه الأحداث عاد وجلس على كرسيه، وفتح صفحة جديدة مع العاملين ومد يده بيضاء لهم.. ويا سبحان الله.. مطلوبات: لابد من كشف كل الحقائق والمسوقات التي أدت لتطورات الأحداث بهذا الشكل اللافت، فالجراحة دائماً آخر العلاج.