صفة الإتزان والموازنة من المؤشرات الإيجابية لكل شخصية نالت حظها من التعامل مع أكبر قطاعات الإنسان في حياته اليومية.. وذلك عبر قراءة جادة فيها العمق الإنطباعي الناجح. مروءة الرجال في هذا المنحى تستوجب منا التوقف عليها بحسابات العطاء تحت مظلة الوفاء المطلق دون ضوضاء أو إعلام موجه.. فمراقد الإعتدال التي أحسها والتمسها تجعلني دائماً في دائرة الإطراء ليقرأها الآخرون بفهم أحسبه زادٌ لمن أراد أن يؤكد معدنه بلا هشاشة أو بحث لجاه أو سلطان في زمان نال حظه من الثناء لمن هم أقل شأناً. ü أنا اليوم أمام شخصية إعتبارية ترجلت عن موقعها دون إكراه وبصمت على مقعدها الحساس بذاك الإتزان الجاذب وكتبت دورها العملي بأحرف من نور. فالذي يعمل من خلف الأضواء، ويغرق نفسه بهموم الآخرين ويرسل نفسه للعنت والمشقة ويضرب على محور الزمن من أجل قيمة الوطن الرفيعة وينسى «حظه» من التواصل الإجتماعي المتمدد على واجهة المجاملات، لا شك يُعد أنموذجاً لابد أن ينال الإطناب من بين السطور ففي العزف شأن مخزناً لصدق التجربة العملية الطويلة. ü أقول عرفته منذ النشأة الأولى.. متميزاً بين أنداده باسماً على مدى الأفق الوطني.. قارئاً مُجيداً لعمق الوطن. فكان خيارهُ حِمى الأوطان بعقلية تحكي عن نفسها بهمس دافيء قوامها صدق التجربة.. وهنا أكون.. لأقول سطع نجمه في أروقة الأمن السوداني وأثبت كفاءة جادة في الشأن الإداري وتوثب البصيرة النافذة واستعان بصبره الموروث وقوة نفوذه المعتدل منذ أن كان في أرض الكنانة «مصر» فقد كان يقدح بالحنكة بل هو جوهرة يشار إليها بتلك الإضاءات الفريدة فمشى خطوات صادقة ليجلس تماماً في مقعد أبناء الوطن الأوفياء ليس مترفعاً أو فارضاً سطوته لأنه من جذور لا تأتي بأطماع الدنيا ولا تنادي بحرمان الضعفاء. ü أقول.. الفريق أبو بكر حسن مصطفى دنبلاب «الأمن والمخابرات» هي تلك الشخصية التي أفردت على هذا التخاطب المدادي ومن نبع الإخلاص الوطني تشرب ولم يئن أو يرتجف لعقود خلت.. ومن حقل التدين إستعان بجذوة الإيمان المطلق فكان لؤلؤة أمنية نأخذ من بريقها رهط من العرفان بمثالية الإبن الصالح لوطن صالح.. ü أقول منذ سنوات عجاف اسمع عنه دؤوب الحراك هميم في حقله الحساس يقرع أجراس مدرسة الحس الأمني بلا ضجيج.. لا يعترف بالأضواء ولا يقترب من التصريحات بحكم موقعه.. شفيف في وظائف التعامل الإنساني.. يبكي من دواخله ويهزم عواطفه في أحلك الظروف لا يظهر عناء تجده أمامك عند الشدة.. زعم أن تواجده كان دائماً بين منافذ الهم الوطني دون كللٍ أو ملل.. ü وأذكر عند وفاة والدته في مايو 2008 كانت أحداث أم درمان «خليل إبراهيم» والأجواء ملبدة بالغيوم الأمنية.. رأيته متماسكاً بزبه الرسمي يتلقى العزاء وهو منشطر فقلبه يدمي بفراق أعز الناس لديه وهناك كان مشغولاً بهم الوطن قدوماً ورواح.. فقد كان صلداً شكيماً متوازناً.. فمثل هؤلاء الرجال يحق لنا أن نقول عنهم.. وهو الآن يسلم راية العطاء دون نكوص وخذلان.. وما أروع القيم الدينية السمحة وهو يودع والده الوداع الأخير قبل عامين ونيف في مقابر خوجلي بمدينة بحري وهو يعدد مآثر والده بإرتجال خرج صادقاً أمر على أن أكون اليوم في هذا الموقف لكي أتحدث عن الفريق أبو بكر دنبلاب هذه الشخصية الأمنية الإدارية المتميزة فقد كان رجلاً عرف كيف يكون للوطن مكانته السامية الرفيعة.. فهل يحقُ لي أن أقول عن هذا الشخص المتفرد في عمله.. في وطنيته.. وفي حبه لهذا النيل الذي يجري في دمائنا عشقاً ووفاءاً..! عضو اتحاد الصحفيين السودانيين